سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٤٦٦
القول وقد بلغت التراقي؟
وسفيان حجة مطلقا، وحديثه في جميع دواوين الاسلام، ووقع لي كثير من عواليه، بل وعند عبد الرحمن سبط الحافظ السلفي من عواليه جملة صالحة. منها: جزء ابن عيينة، رواية المروزي عنه، وفي جزء علي ابن حرب رواية العبادان، وجز آن لعلي بن حرب، رواية نافلته أبي جعفر محمد بن يحيى بن عمر الطائي، وفي " الثقفيات " وغير ذلك. وقد جمع عوالي ابن عيينة: أبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الله الحاكم، وبعد هما أبو إسحاق الحبال.
وكان سفيان رحمه الله صاحب سنة واتباع.
قال الحافظ بن أبي حاتم: حدثنا محمد بن الفضل بن موسى، حدثنا محمد بن منصور الجواز، قال: رأيت سفيان بن عيينة سأله رجل: ما تقول في القرآن؟ قال: كلام الله، منه خرج، وإليه يعود.
وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: حدثنا لوين، قال: قيل لابن عيينة: هذه الأحاديث التي تروى في الرؤية؟ قال: حق على ما سمعناها ممن نثق به ونرضاه.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثني أحمد بن نصر قال: سألت ابن عيينة وجعلت ألح عليه، فقال: دعني أتنفس. فقلت: كيف حديث عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحمل السماوات على إصبع " (1).

(1) أخرجه البخاري: 8 / 423. في التفسير: باب قوله: [والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه] و 13 / 331 في التوحيد: باب قول الله [لما خلقت بيدي] وباب قوله تعالى [إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا] وباب كلام الرب يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم، ومسلم (2786) في أول صفة القيامة والجنة والنار، والترمذي (3238) في التفسير، من طريق عبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود، قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الخبر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون] [الزمر: 67].
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»