سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٢٦٤
بالأندلس. وكان هذا بدويا يجلب السمك بالأندلس، فآل به الامر إلى أن كثر جمعه، واستولى على جماعة حصون.
مات المنذر في نصف صفر سنة خمس وسبعين ومئتين، وله ست وأربعون سنة.
61 - عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن * الأمير أبو محمد المرواني، أخو المنذر.
تملك الأندلس بعد أخيه، وامتدت أيامه وكان أسن من أخيه بعام، وكان لينا وادعا، يحب العافية. فقام عليه في كل قطر من الأندلس متغلب، وتناقض أمر المروانية في دولته.
قال أحمد بن محمد بن عبد ربه: كان الأمير عبد الله من أفاضل أمراء بني أمية. بنى الساباط، وواظب الخروج عليه إلى الجامع، والتزم الصلاة إلى جانب المنبر طول مدته.
وقال محمد بن وضاح: كان عبد الله الأمير من الصالحين المتقين العالمين، روى العلم كثيرا، وطالع الرأي، وأبصر الحديث، وحفظ القرآن، وتفقه، وأكثر الصوم. وكان يلتزم الصلوات في الجامع، فيمر بالصف، فيقوم الناس له، فكتب إليه سعيد بن حمير: أيها الامام أنت من المتقين، وإنما يقوم الناس لرب العالمين، فلا ترض من رعيتك بغير الصواب، فإن العزة لله جميعا. فأمر العامة بترك ذلك فلم ينتهوا، فحينئذ ابتنى الساباط طريقا مشهورا من قصره إلى المقصورة.

* العقد الفريد: 4 / 497، المقتبس: 12، الكامل لابن الأثير: 8 / 24، الحلة السيراء: 65، ابن خلدون: 4 / 132، نفح الطيب: 1 / 352.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 ... » »»