سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ١١٠
قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " حبس أصلها، وسبل ثمرتها " (1) وهذا وقف الزبير، فأعجب الخليفة ذلك منه. وبقي يعقوب (2).
ابن وهب: حدثني مالك قال: كان بين جدار قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المنبر قدر ممر الرجل متحرجا، وقدر ممر الشاة، وإن أول من قدم جدار القبلة حتى جعلها عند المقصورة عمر بن الخطاب. وإن عثمان قربها إلى حيث هي اليوم.
داود بن رشيد: حدثنا الوليد بن مسلم: سألت مالكا عن تفضيض المصاحف، فأخرج إلينا مصحفا، فقال: حدثني أبي، عن جدي: أنهم جمعوا القرآن على عهد عثمان، وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه (3).
قال ابن المديني: لمالك نحو ألف حديث، يعني مرفوعة.
وقال إسماعيل بن أبي أويس: قال لي مالك: قرأت على نافع بن أبي نعيم.
وروى القعنبي، عن ابن عيينة، قال: ما ترك مالك على ظهر الأرض مثله.

(١) أخرجه النسائي ٦ / ٢٣٢ باب حبس المشاع، وابن ماجة (٢٣٩٧) في الصدقات:
باب من وقف... من حديث ابن عمر قال: قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم: إن المئة سهم التي لي بخيبر لم أصب مالا قط أعجب إلي منها، قد أردت أن أتصدق بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " احبس أصلها وسبل ثمرتها ". وإسناده صحيح. وأخرجه البخاري ٥ / ٢٦٣ باب الشروط في الوقف، ومسلم (١٦٣٢) في الوصية: باب الوقف، بلفظ: " إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها ".
(٢) الخبر في " مناقب الشافعي " ١٩٨، ١٩٩ لابن أبي حاتم.
(٣) انظر في حكم تحلية القرآن كتاب " المصاحف " لابن أبي داود ص 150 وما بعدها.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»