سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٤٥٠
بكر بن عياش، وبابن أخي الزهري، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ، فغيره من أقرانه مثل الثوري، وشعبة ودونهما كانوا يخطئون، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه، فكذلك أبو بكر، ولم يكن مثل حماد بالبصرة، ولم يكن يثلبه إلا معتزلي أو جهمي، لما كان يظهر من السنن الصحيحة، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش مبلغ حماد بن سلمة في إتقانه، أم في جمعه، أم في علمه، أم في ضبطه.
قال حماد بن زيد: ما كنا نرى من يتعلم بنية غير حماد بن سلمة، وما نرى اليوم من يعلم بنية غيره.
قال مسلم بن إبراهيم: سمعت حماد بن سلمة يقول: كنت أسأل حماد ابن أبي سليمان عن أحاديث مسندة، والناس يسألونه عن رأيه، فكنت إذا جئته، قال: لا جاء الله بك.
قال أبو سلمة المنقري: سمعت حماد بن سلمة يقول: إن الرجل ليثقل حتى يخف.
وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن سلمة، قال: قدمت مكة - وعطاء ابن أبي رباح حي - في شهر رمضان، فقلت: إذا أفطرت، دخلت عليه، فمات في رمضان.
قال شيخ الاسلام في: " الفاروق " (1) له: قال أحمد بن حنبل: إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة، فاتهمه على الاسلام، فإنه كان شديدا على المبتدعة. قال يونس: من حماد بن سلمة تعلمت العربية.

(1) هو عبد الله بن محمد بن علي بن جعفر أبو إسماعيل الأنصاري الهروي، صاحب كتاب " منازل السائرين " المتوفى سنة (481 ه‍) و " الفاروق " كتاب ألفه في الصفات. ترجم له المؤلف في " سيره "، وفي " تذكرة الحفاظ ".
(٤٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 445 446 447 448 449 450 451 452 453 454 455 ... » »»