سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٨٧
وقال أبو الفتح الأزدي: أنبأنا محمد بن عبدة القاضي، حدثنا علي بن المديني قال: قلت ليحيى القطان: إن عبد الرحمن قال: أنا أترك من أهل الحديث كل رأس في بدعة. فضحك يحيى وقال: كيف تصنع بقتادة؟ كيف تصنع بعمر بن ذر؟ كيف تصنع بابن أبي رواد؟! وعد يحيى قوما أمسكت عن ذكرهم. ثم قال يحيى: إن ترك هذا الضرب ترك حديثا كثيرا.
قال ربعي بن إبراهيم: حدثني جار لنا يقال له عمر: إن بعض الخلفاء سأل عمر بن ذر عن القدر. فقال: ها هنا ما يشغل عن القدر. قال: ما هو؟ قال:
ليلة صبيحتها يوم القيامة. فبكى وبكى معه.
ابن أبي خيثمة، عن محمد بن يزيد الرفاعي، سمعت عمي يقول:
خرجت مع عمر بن ذر إلى مكة. فكان إذا لبى لم يلب أحد من حسن صوته.
فلما أتى الحرم قال: ما زلنا نهبط حفرة، ونصعد أكمة، ونعلوا شرفا ويبدو لنا علم حتى أتيناك بها، نقبة أخفافها، دبرة ظهورها، ذبلة أسنامها. فليس أعظم المؤنة علينا إتعاب أبداننا ولا إنفاق أموالنا، ولكن أعظم المؤنة أن نرجع بالخسران! يا خير من نزل النازلون بفنائه. فحدثني عمي كثير بن محمد قال:
سمعت عمر بن ذر يقول: اللهم إنا قد أطعناك في أحب الأشياء إليك أن تطاع فيه: الايمان بك والاقرار بك، ولم نعصك في أبغض الأشياء أن تعصى فيه:
الكفر والجحد بك، اللهم فاغفر لنا بينهما، وأنت قلت: (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت) [النمل 39]، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت. أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة؟
قال شعيب بن حرب، قال عمر بن ذر: يا أهل معاصي الله، لا تغتروا بطول
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»