سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٨٣
تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار سبعين خريفا (1).
وأما النفاق الأكبر، وإن كان الرجل يعلم من نفسه أنه مسلم، فعليه أن يتعوذ بالله من النفاق والشرك، فإنه لا يدري بما يختم له، فربما أصبح مؤمنا وأمسى كافرا، نعوذ بوجه الله الكريم من ذلك.
أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا جعفر الهمداني، أنبأنا أبو طاهر السلفي، أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد المقرئ، حدثنا أبو القاسم بن بشران، أنبأنا أبو سهل بن زياد، حدثنا عبد الكريم بن الهيثم، حدثنا أبو اليمان، حدثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، وعنده نفر من قريش: " ألا إنكم ولاة هذا الامر من بعدي، فلا أعرفني ما شققتم على أمتي من بعدي. اللهم من شق على أمتي، فشق عليه " (2). مرسل جيد.
161 - عوف * (ع) ابن أبي جميلة الامام الحافظ أبو سهل الأعرابي البصري. ولم يكن أعرابيا

(١) أخرج البخاري (٦٤٧٧) في الرقاق، باب: حفظ اللسان، من حديث أبي هريرة، مرفوعا " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ".
وأخرجه الترمذي (٢٣١٤)، وابن ماجة (٣٩٧٠) من حديث أبي هريرة بلفظ: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة، لا يرى بها بأسا، يهوي بها سبعين خريفا في النار ". وأحمد ٢ / ٢٣٦ و ٣٥٥ وسنده قوي، فقد صرح ابن إسحاق بالتحديث وحسنه الترمذي، وصححه الحاكم.
وأخرجه أحمد ٢ / ٣٥٥ و ٥٣٣ من طريق آخر بلفظ: " إن الرجل ليتكلم بالكلمة، وما يرى أنها تبلغ حيث بلغت، يهوي بها في النار سبعين خريفا " ورجاله ثقات.
(٢) وجاء في حديث عائشة الذي أخرجه مسلم (١٨٢٨) " اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا، فشق عليهم، فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به ".
(*) تاريخ خليفة ٢٢٦، طبقات خليفة (٢١٩)، تاريخ البخاري ٧ / ٥٨، التاريخ الصغير ٢ / ٨٥، الجرح والتعديل ٧ / ١٥، مشاهير علماء الأمصار ١٥١، تهذيب الكمال ١٠٦٦، تذهيب التهذيب ٣ / ١١٩ / ١، تذكرة الحفاظ ١ / ١٣٧، ميزان الاعتدال ٣ / ٣٠٥، تهذيب التهذيب: ١ / 166 - 168، خلاصة تذهيب الكمال 298، شذرات الذهب:
1 / 166 - 168.
(٣٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 378 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 ... » »»