سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٨٩
يقول: كان ابن عياش المنتوف يقع في عمر بن ذر ويشتمه. فلقيه عمر، فقال: يا هذا لا تفرط في شتمنا، وأبق للصلح موضعا، فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله فيه.
وبه قال أبو نعيم، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن، حدثنا إبراهيم بن أبي الحسين قاضي الكوفة، حدثنا الحسن بن الربيع، حدثنا محمد بن صبيح قال: سألت عمر بن ذر: أيها أعجب إليك للخائفين: طول الكمد، أو إسبال الدمعة؟ فقال: أما علمت أنه إذا رق فذري، شفي وسلا؟
وإذا كمد غص فشجى، فالكمد أعجب إلي لهم.
وعن زكريا بن أبي زائدة قال: كان عمر بن ذر إذا وعظ قال: أعيروني دموعكم.
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أحمد بن محمد التيمي، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عمر بن ذر: سمعت أبي يحدث عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فنزلت: (وما نتنزل إلا بأمر ربك) (1). [مريم: 65].
ذكر أبو نعيم الحافظ أنه جمع في عمر بن ذر.
قرأت على عيسى بن يحيى: أخبركم الحسن بن دينار، أنبأنا السلفي، أنبأنا أبو عبد الله الثقفي، أنبأنا علي بن محمد المعدل، أنبأنا علي بن محمد المصري، حدثنا سليمان بن شعيب، حدثنا خالد بن عبد الرحمن، حدثنا

(1) " حلية الأولياء " 5 / 116، وأخرجه البخاري (2318) في بدء الخلق، و (4731) في التفسير، و (7455) في التوحيد، والترمذي (3157)، وأحمد 1 / 231، و 233 و 234 من طرق: عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس..
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 ... » »»