سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٨٨
حلم الله عنكم، واحذروا أسفه، فإنه قال: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) [الزخرف: 56].
وعن عمر بن ذر قال: كل حزن يبلى إلا حزن التائب عن ذنوبه.
إبراهيم بن بشار، حدثنا ابن عيينة قال: كان عمر بن ذر إذا قرأ: (مالك يوم الدين) قال: يا لك من يوم ما أملا ذكرك لقلوب الصادقين.
حامد بن يحيى، عن ابن عيينة قال: لما مات ذر بن عمر قعد عمر على شفير قبره، وهو يقول: يا بني، شغلني الحزن لك، عن الحزن عليك، فليت شعري، ما قلت، وما قيل لك؟ اللهم إنك أمرته بطاعتك وببري. فقد وهبت له ما قصر فيه من حقي، فهب له ما قصر فيه من حقك. وقيل: إنه قال:
انطلقنا وتركناك، ولو أقمنا ما نفعناك، فنستودعك أرحم الراحمين.
قال محمد بن سعد: قال محمد بن عبد الله الأسدي: توفي عمر بن ذر في سنة ثلاث وخمسين ومئة وكان مرجئا، فمات فلم يشهده سفيان الثوري، ولا الحسن بن صالح. وكان ثقة إن شاء الله، كثير الحديث. وفيها أرخه مطين.
وروى أحمد بن صالح، عن أبي نعيم قال: مات سنة ثنتين وخمسين ومئة.
وأما إسحاق بن يسار النصيبي، فروى عن أبي نعيم وفاته سنة خمس وخمسين. وأما أحمد بن حنبل وجماعة، فرووا عن أبي نعيم وفاته سنة ست وخمسين ومئة. فهذا أصح. وكذلك قال الفلاس، وعثمان بن أبي شيبة، والترمذي. وقال أبو عبيد: مات سنة سبع وخمسين. وقيل غير ذلك.
احتج به البخاري دون مسلم.
أخبرنا إسحاق بن طارق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا اللبان، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق، سمعت أبا يحيى محمد بن عبد الرحيم، سمعت علي بن المديني، سمعت سفيان
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»