سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٠
أبي هريرة في القتل في سبيل الله، فأبى أن يحدثني. فقلت له: قد خالفه يحيى بن سعيد الأنصاري فقال: عن المقبري، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه. فقال: أأحدث به؟! كأنه تعجب.
قلت: وثق ابن عجلان أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وحدث عنه شعبة، ومالك، وهو حسن الحديث. وأقوى من ابن إسحاق. ولكن ما هو في قوة عبيد الله بن عمر ونحوه.
قال أبو عبد الله الحاكم: أخرج له مسلم في كتابه ثلاثة عشر حديثا كلها في الشواهد، وتكلم المتأخرون من أئمتنا في سوء حفظه.
عباس الدوري، عن يحيى بن معين قال: ابن عجلان أوثق من محمد بن عمرو، ما يشك في هذا أحد، وممن وثقه ابن عيينة، وأبو حاتم الرازي، مع تعنته في نقد الرجال.
وقال ابن القاسم: قيل لمالك: إن ناسا من أهل العلم يحدثون - يعني - بحديث خلق آدم على صورته فقال: من هم؟ قيل: ابن عجلان. قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالما. قلت: لم ينفرد به محمد. والحديث: في " الصحيحين " (1). وقال البخاري: قال لي علي، عن

(1) البخاري (6227) في الاستئذان، باب: بدء السلام من طريق، عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: " خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا. فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يجيبونك به، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. قال: فذهب، فقال: السلام عليكم. فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوا: ورحمة الله قال: فكل من يدخل الجنة، على صورة آدم، وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن ".
وأخرجه مسلم (2612) (115) في البر والصلة. و (2841) في الجنة، باب: يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير، مطولا، واللفظ له. وأخرجه أحمد 2 / 244، 251، 315، 323، 434، 519.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»