سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٣٢٤
قال الحاكم: قلت للدارقطني: إبراهيم بن أبي عبلة؟ قال، الطرق إليه ليست تصفو، وهو في نفسه ثقة.
عبد الله بن هانئ، حدثنا أبي عن إبراهيم بن أبي عبلة، قال: بعث إلى هشام فقال، إنا قد عرفناك واختبرناك ورضينا بسيرتك وبحالك. وقد رأيت أن أخلطك بنفسي وخاصتي، وأشركك في عملي. وقد وليتك خراج مصر.
قلت: أما الذي عليه رأيك يا أمير المؤمنين، فالله يثيبك ويجزيك، وكفى به جازيا ومثيبا، وأما أنا، فمالي بالخراج بصر، ومالي عليه قوة، فغضب حتى اختلج وجهه، وكان في عينيه حول، فنظر إلى نظرا منكرا، ثم قال: لتلين طائعا أو كارها، فأمسكت. ثم قلت، أتكلم؟ قال: نعم. قلت: إن الله سبحانه قال في كتابه: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال، فأبين أن يحملنها، وأشفقن منها) [الأحزاب: 72] فوالله ما غضب عليهن إذ أبين ولا أكرههن، فضحك حتى بدت نواجذه وأعفاني.
دهيم بن الفضل (1): سمعت ضمرة يقول: ما رأيت لذة العيش إلا في أكل الموز بالعسل في ظل الصخرة (2)، وحديث ابن أبي عبلة، ما رأيت أحدا أفصح منه.
وروى ضمرة، عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: قلت للعلاء بن زياد: إني أجد وسوسة في قلبي، فقال: ما أحب لو أنك مت عام أول، أنت العام خير منك عام أول.
محمد بن حمير، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: من حمل شاذ العلم حمل شرا كثيرا.

(1) كذا في الأصل، وفي التهذيب: دهيم بن المفضل.
(2) أي في ظل صخرة بيت المقدس.
(٣٢٤)
مفاتيح البحث: الأمانة، الإئتمان (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»