سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٤٠
فقضى عنه ألف ألف فأخبر بذلك، فقال: الحمد لله الذي هذا هو من عنده.
قال عمي: ونزل ابن شهاب بماء من المياه. فالتمس سلفا فلم يجد، فأمر براحلته فنحرت، ودعا إليها أهل الماء، فمر به عمه فدعاه إلى الغداء، فقال: يا ابن أخي، إن مروءة سنة تذهب بذل الوجه ساعة، قال: يا عم انزل فأطعم، وإلا فامض راشدا.
ونزل مرة بماء، فشكا إليه أهل الماء، أن لنا ثماني عشرة امرأة عمرية أي:
لهن أعمار ليس لهن خادم، فاستسلف ابن شهاب ثمانية عشر ألفا، وأخدم كل واحدة خادما بألف.
قال سعيد بن عبد العزيز: قضى هشام عن الزهري سبعة آلاف دينار، وقال:
لا تعد لمثلها تدان، فقال: يا أمير المؤمنين، حدثني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " (1).
قال إسحاق بن الطباع، عن مالك: قال الزهري: وجدنا السخي لا تنفعه التجارب.
يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي، يقول: مر رجل تاجر بالزهري وهو بقريته، والرجل يريد الحج، فأخذ منه بأربع مئة دينار إلى أن يرجع من حجه، فلم يبرح الزهري حتى فرقه، فعرف الزهري في وجه التاجر الكراهية، فلما رجع، قضاه، وأمر له بثلاثين دينارا ينفقها.
علي بن حجر: حدثنا الوليد الموقري، قال: قيل للزهري: إنهم يعيبون عليك كثرة الدين، قال: وكم ديني؟ قيل: عشرون ألف دينار، قال:
ليس كثيرا وأنا ملئ لي خمسة أعين كل عين منها ثمن أربعين ألف دينار.
سويد بن سعيد: حدثنا ضمام، عن عقيل بن خالد، أن ابن شهاب كان

(1) أخرجه البخاري (439) في الأدب: باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، ومسلم (2998) في الزهد.
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»