سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٢٩
قال أبو الزناد: كنا نطوف مع الزهري على العلماء ومعه الألواح والصحف، يكتب كلما سمع.
إبراهيم بن المنذر: حدثنا يحيى بن محمد بن حكم، حدثنا ابن أبي ذئب، قال: ضاقت حال ابن شهاب، ورهقه دين، فخرج إلى الشام، فجالس قبيصة بن ذؤيب، قال ابن شهاب: فبينا نحن معه نسمر إذ جاءه رسول عبد الملك، فذهب إليه، ثم رجع إلينا فقال: من منكم يحفظ قضاء عمر رضي الله عنه في أمهات الأولاد؟ قلت: أنا قال: قم فأدخلني على عبد الملك بن مروان، فإذا هو جالس على نمرقة بيده مخصرة وعليه غلالة ملتحف بسبيبة (1) بين يديه شمعة، فسلمت، فقال من أنت؟ فانتسبت له فقال: إن كان أبوك لنعارا في الفتن (2)، قلت: يا أمير المؤمنين عفا الله عما سلف، قال: اجلس، فجلست، قال:
تقرأ القرآن؟ قلت: نعم، قال: فما تقول في امرأة تركت زوجها وأبويها؟
قلت: لزوجها النصف، ولأمها السدس، ولأبيها ما بقي، قال: أصبت الفرض، وأخطأت اللفظ، إنما لامها ثلث ما بقي، ولأبيها ما بقي. هات حديثك، قلت: حدثني سعيد بن المسيب فذكر قضاء عمر في أمهات الأولاد. فقال عبد الملك: هكذا حدثني سعيد. قلت: يا أمير المؤمنين اقض ديني، قال: نعم. قلت: وتفرض لي، قال: لا والله لا نجمعهما لاحد، قال:
فتجهزت إلى المدينة. وروى نحوا منها سعيد بن عفير، عن عطاف بن خالد كما مضى.
أحمد بن شبيب، عن أبيه، عن يونس، قال ابن شهاب: قدمت دمشق زمان تحرك ابن الأشعث، وعبد الملك يومئذ مشغول بشأنه.
وروى سعيد بن عفير: حدثنا حفص بن عمران، عن السري بن يحيى، عن

(1) هي الثوب الرقيق.
(2) في " اللسان ": ورجل نعار في الفتن: خراج فيها سعاء.
(٣٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 334 ... » »»