سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٨٣
أسمع، قيل له: حدثكم عمرو بن محمد الناقد، حدثنا سفيان، حدثنا عمرو ابن دينار، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم " (1).
هذا حديث صالح الاسناد، محفوظ المتن، وقد جمع الحافظ الضياء في كتاب " المختارة " (2) له نسخة لعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده.
وآل عمرو بن شعيب، إلى اليوم، لهم بقية بالطائف، يتوارثون الوهط وهو بستان كبير إلى الغاية لجماعة كبيرة هو معاشهم.
والطائف واد طيب كثير الفواكه والأعناب والمياه الباردة، ويتجلد فيه الماء في البرد، أخبرني صدوق عاين الجليد بها، ولهم جامع كبير وهو مسيرة أرجح من يوم عن مكة، وخيرات الطائف تجلب إلى مكة وغيرها.

(1) إسناده حسن، وأخرجه مسلم (735) في صلاة المسافرين وقصرها: باب جواز النافلة قائما وقاعدا، وفعل بعض الركعة قائما وقاعدا، وأبو داود (950) في الصلاة: باب في صلاة القاعد، والنسائي 3 / 223 في قيام الليل: باب فصل صلاة القائم على القاعد من طريق منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو قال: حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " صلاة الرجل قاعدا نصف الصلاة " قال: فأتيته، فوجدته يصلي جالسا، فوضعت يدي على رأسه، فقال: مالك يا عبد الله بن عمرو؟ قلت: حدثت يا رسول الله أنك قلت " صلاة الرجل قاعدا على نصف الصلاة " وأنت تصلي قاعدا: قال: " أجل، ولكني لست كأحدكم ".
(2) لم يطبع بعد ومنه أجزاء في المكتبة الظاهرية بدمشق، قال الحافظ ابن كثير: وفيه علوم حسنة حديثية، وهو أجود من مستدرك الحاكم لو كمل، ونقل في " الباعث الحثيث " ص 29 أن بعض الحفاظ من مشايخه كان يرجحه على مستدرك الحاكم وكأنه يعني شيخه الحافظ ابن تيمية، وذكر السيوطي في " اللآلي " عن الزركشي في تخريج الرافعي أن تصحيحه أعلى مزية من تصحيح الترمذي وابن حبان.
و مؤلفه هو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي الصالحي، الحافظ الرحالة سمع الكثير بدمشق ومصر وبغداد وهراة، وكتب عن شيوخ كثيرين، له تآليف تنبئ عن حفظه واطلاعه، وتضلعه من علوم الحديث متنا وإسنادا، توفي سنة 643 ه‍، وستأتي ترجمته في المجلد الأخير من هذا الكتاب.
(١٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 ... » »»