سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٤٧
شريح عامل مصر كتب إلى عمر بن عبد العزيز: ان أهل الذمة قد أشرعوا في الاسلام، وكسروا الجزية، فكتب إليه: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا ولم يبعثه جابيا، فإذا أتاك كتابي فإن كان أهل الذمة أشرعوا في الاسلام، وكسروا الجزية، فاطو كتابك وأقبل (1).
ابن وهب: حدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز ذكر بعض ما مضى من العدل والجور، فقال هشام بن عبد الملك: إنا والله لا نعيب أبانا، ولا نضع شرفنا، فقال عمر: أي عيب أعيب ممن عابه القرآن.
قال ابن عيينة: قال رجل لعمر بن عبد العزيز: جزاك الله عن الاسلام خيرا، قال: بل جزى الله الاسلام عني خيرا.
ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحيى قال: كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه، فلما ولي هو أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا، ولم تتبع مقالة مجرم تكلمت بالحق المبين وإنما * تبين آيات الهدى بالتكلم فصدقت معروف الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى راضيا كل مسلم لجرير:
لو كنت أملك، والاقدار غالبة * تأتي رواحا وتبيانا وتبتكر رددت عن عمر الخيرات مصرعه * بدير سمعان لكن يغلب القدر (2) ولعمر بن عبد العزيز من الولد ابنه عبد الملك الذي توفي قبله، وعبد

(1) رجاله ثقات.
(2) لم أجدهما في المطبوع من ديوانه، وقد أوردهما الحافظ ابن كثير مع أربعة أبيات أخرى في " البداية " ونسبها لمحارب بن دثار الكوفي الفقيه الثقة المتوفى سنة ست عشرة ومئة.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»