سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٤٣
فأما عمر، فلا تبك له، فإن الله لم يكن ليجمع عليه خوف الدنيا وخوف الآخرة، ثم قال: ما عجبت لهذا الراهب الذي تعبد في صومعته وترك الدنيا، ولكن عجبت لمن أتته الدنيا منقادة، حتى صارت في يده ثم خلى عنها.
ابن وهب، عن مالك أن صالح بن علي الأمير سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز فلم يجد من يخبره، حتى دل على راهب، فسأله، فقال: قبر الصديق تريدون؟ هو في تلك المزرعة.
ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن مسلم بن جماز، عن عبد الرحمن بن محمد قال: أوصى عمر بن عبد العزيز عند الموت، فدعا بشعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، وأظفار من أظفاره فقال: اجعلوه في كفني (1).
وعن رجاء بن حياة قال [لي] عمر بن عبد العزيز: كن فيمن يغسلني، وتدخل قبري، فإذا وضعتموني في لحدي، فحل العقد، ثم انظر إلى وجهي، فإني قد دفنت ثلاثة من الخلفاء، كلهم إذا أنا وضعته [في لحده] حللت العقد، ثم نظرت إليه فإذا وجهه مسود إلى غير القبلة، قال رجاء: فدخلت القبر، وحللت العقد، فإذا وجهه كالقراطيس في القبلة. إسنادها مظلم، وهي في طبقات ابن سعد (2).
وروى ابن سعد وإسحاق بن سيار، عن عباد بن عمر الواشحي المؤذن، حدثنا مخلد بن يزيد وكان فاضلا خيرا عن يوسف بن ماهك قال: بينا نحن نسوي التراب على قبر عمر بن عبد العزيز إذ سقط علينا كتاب رق من السماء، فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: أمان من الله لعمر بن عبد العزيز من النار.

(1) الخبر في " طبقات ابن سعد " 5 / 406 رواه عن شيخه محمد بن عمر الواقدي، وهو على سعة علمه متروك كما في " التقريب ".
(2) 5 / 407.
(١٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 ... » »»