سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٥٨
واثلة بن الأسقع. وقال أبو عيسى الترمذي: سمع من واثلة وأنس وأبي هند، يقال: لم يسمع من أحد من الصحابة سوى هؤلاء الثلاثة.
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق سمعت مكحولا يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
قلت: هذا القول منه على سبيل المبالغة لا على حقيقته.
أبو وهب الكلاعي اسمه عبد الله بن عبيد، فيما رواه يحيى بن حمزة القاضي عنه، عن مكحول قال: عتقت بمصر، فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى، ثم أتيت العراق، فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه فيما أرى، ثم أتيت المدينة، فلم أدع بها علما إلا احتويت عليه، ثم أتيت الشام فغربلتها، كل ذلك أسأل عن النفل فلم أجد أحدا يخبرني عنه، حتى مررت بشيخ من بني تميم يقال له: زياد بن جارية جالسا على كرسي، فسألته فقال:
حدثني حبيب بن مسلمة قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم نفل في البداءة الربع، وفي الرجعة الثلث (1).
إبراهيم بن عبد الله بن العلاء، عن أبيه، عن الزهري قال:
العلماء أربعة: سعيد بن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.

(١) أخرجه أبو داود (٢٧٥٠) في الجهاد: باب فيمن قال: الخمس قبل النفل، وإسناده صحيح، وصححه ابن حبان (1672) وفي الباب عن عبادة بن الصامت أخرجه أحمد 5 / 319، 320، وابن ماجة (2852) والترمذي (1561) وحسنه. قال الخطابي: البداءة: ابتداء السفر للغزو، وإذا نهضت سرية من جملة العسكر، فإذا أوقعت بطائفة من العدو، فما غنموا، كان لهم فيه الربع، ويشركهم سائر العسكر في ثلاثة أرباعه، فإنه قفلوا من الغزاة، ثم رجعوا، فأوقعوا بالعدو ثانية كان لهم مما غنموا الثلث، لان نهوضهم بعد القفل أشق، لكون العدو على حذر وحزم.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»