سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٣٩
يرى مستكينا وهو للهو ماقت * به عن حديث القوم ما هو شاغله وأزعجه علم عن الجهل كله * وما عالم شيئا كمن هو جاهله عبوس عن الجهال حين يراهم * فليس له منهم خدين يهازله تذكر ما يبقى من العيش آجلا * فأشغله عن عاجل العيش آجله عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، سمع عمير بن هانئ يقول: دخلت على عمر بن عبد العزيز فقال لي: كيف تقول في رجل رأى سلسلة دليت من السماء، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتعلق بها، فصعد، ثم جاء أبو بكر فتعلق بها فصعد، ثم جاء عمر، فتعلق بها فصعد، ثم جاء عثمان فتعلق بها، فانقطعت، فلم يزل حتى وصل ثم صعد، ثم جاء الذي رأى هذه الرؤيا فتعلق بها فصعد، فكان خامسهم. قال عمير: فقلت في نفسي هو هو، ولكنه كنى عن نفسه، قلت: يحتمل أن يكون الرجل عليا، وما أمكن الرأي يفصح به لظهور النصب (1) إذ ذاك.
قال معاوية بن يحيى: حدثنا أرطاة قال: قيل لعمر بن عبد العزيز: لو جعلت على طعامك أمينا لا تغتال، وحرسيا إذا صليت، وتنح عن الطاعون.
قال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوما دون يوم القيامة فلا تؤمن خوفي.
قال علي بن أبي حملة، عن الوليد بن هشام قال: لقيني يهودي فقال:
إن عمر بن عبد العزيز سيلي، ثم لقيني آخر ولاية عمر فقال: إن صاحبك قد سقي، فمره فليتدارك نفسه، فأعلمت عمر، فقال: قاتله الله ما أعلمه، لقد علمت الساعة التي سقيت فيها، ولو كان شفائي أن أمسح شحمة أذني ما فعلت. وقد رواها أبو عمير بن النحاس، عن ضمرة، عنه، فقال: عن

(1) أي بغض أمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع أنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال له: " إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق " أخرجه مسلم في " صحيحه " (78) في الايمان: باب الدليل على أن حب الأنصار وعليا رضي الله عنه من الايمان، والنسائي 8 / 114، وابن ماجة (114).
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»