سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٩
في فتية مثل الدنانير غرر * وقاهم الله النفاق والضجر بين أبي بكر وزيد وعمر * ثم الحواري لهم جد أغر قد شمخ المجد هناك وازمخر * فهم عليها بالعشي والبكر يسقون من جاء ولا يؤذى بشر * لزاد في الشكر وإن كان شكر قال الزبير: حدثنا عمي مصعب بن عبد الله، قال: كان عبد الله بن الزبير قد باع ماله بالغابة (1) الذي يعرف بالسقاية من معاوية بمئة ألف دينار، ثم قسمها في بني أسد، وتيم، فاشتري مجاح (2) لعروة من ذلك بألوف دنانير.
الزبير: حدثنا مصعب بن عثمان، عن عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، قال: قدم عروة على عبد الملك بن مروان، فأجلسه معه على السرير، فجاء قوم فوقعوا في عبد الله بن الزبير، فخرج عروة وقال للآذن: إن عبد الله أخي، فإذا أردتم أن تقعوا فيه فلا تأذنوا لي عليكم. فذكروا ذلك لعبد الملك، فقال له عبد الملك: حدثوني بما قلت، وإن أخاك لم نقتله لعداوة، ولكنه طلب أمرا وطلبناه، فقتلناه، وإن أهل الشام من أخلاقهم أن لا يقتلوا رجلا إلا شتموه، فإذا أذنا لاحد قبلك، فقد جاء من يشتمه، فانصرف. ثم إن عروة قدم على الوليد حين شئفت (3) رجله، فقيل: اقطعها، قال: أكره أن أقطع مني طائفا، فارتفعت إلى الركبة، فقيل له: إنها إن وقعت في ركبتك قتلتك.
فقطعها، فلم يقبض وجهه. وقيل له قبل أن يقطعها: نسقيك دواء لا تجد لها ألما؟ فقال: ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.
معمر، عن الزهري، قال: وقعت الآكلة في رجل عروة، فصعدت في (2) مجاح: قال البكري: ماء لبني عبد الله بن الزبير، معروف، أعطاه عروة أخاه، هكذا روى الزبير بن أبي بكر وهكذا ضبط عنه. معجم ما استعجم 1164.
(3) شئفت رجله: إذا خرجت بها الشأفة، وهي قرحة تخرج في القدم أو في أسفله. (*)

(1) الغابة: موضع قرب المدينة، على بريد منها من ناحية الشام. انظر معجم البلدان.
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»