سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٤٢٦
وقال ابن نمير، عن هشام، عن أبيه، قال: كان يقال: أزهد الناس في عالم أهله.
معمر، عن هشام، عن أبيه، أنه، أحرق كتبا له، فيها فقه، ثم قال:
لوددت لو أني كنت فديتها بأهلي ومالي (1).
ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة.
فقيل له: ما أرواك للشعر!
فقال: ما روايتي ما في رواية عائشة، ما كان ينزل بها شئ إلا أنشدت فيه شعرا (2).
ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كان عروة يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف نظرا، ويقوم بن الليل، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله، وكان وقع فيها الآكلة (4) فنشرت، وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه، ثم يأذن للناس فيه، فيدخلون يأكلون ويحملون.
الزبير في " النسب ": حدثنا يحيى بن عبد الملك الهديري، عن المغيرة ابن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله المخزومي، عن أبيه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، قال: العلم لواحد من ثلاثة: لذي حسب يزينه به، أو ذي دين يسوس به دينه، أو مختبط (5) سلطانا يتحفه بعلمه، ولا أعلم أحدا أشرط لهذه الخلال من عروة، وعمر بن عبد العزيز (6).

(1) ابن عساكر 11 / 286 آ، وانظر ابن سعد 5 / 179، وانظر ص 436 من هذا الجزء.
(2) ابن عساكر 11 / 286 آ.
(3) كذا الأصل، وضبط المعجم الكبير: الأكلة، وهي المرض المسمى ب‍ (الغنغرينا).
وانظر الحلية 2 / 178، 179.
(4) ابن عساكر 11 / 286 ب. وانظر الحلية 2 / 178 - 180.
(5) الخبط: طلب المعروف، والمختبط: الذي يسألك بلا وسيلة ولا قرابة ولا معرفة.
(6) ابن عساكر 11 / 285 ب، وزاد في نهايته: " كلاهما حسيب دين، من السلطان بارا ".
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»