سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٤١٨
قلت: كان أبو بكر بن عبد الرحمن ممن جمع العلم والعمل والشرف.
وكان ممن خلف أباه في الجلالة.
قال الهيثم بن عدي، وعلي بن عبد الله التميمي، وابن نمير، وابن معين، وأبو عمر الضرير، والفلاس، وأبو عبيد: مات سنة أربع وتسعين.
وروى الواقدي، عن عبد الله بن جعفر المخرمي، قال: صلى أبو بكر ابن عبد الرحمن العصر، فدخل مغتسله فسقط، فجعل يقول: والله ما أحدثت في صدر نهاري هذا شيئا. فما علمت أن الشمس غربت حتى مات. وذلك في سنة أربع [وتسعين بالمدينة] (1).
قال الواقدي (2): يقال لها: سنة الفقهاء لكثرة من مات منهم. وقيل:
مات سنة خمس وتسعين.
أخبرنا محمد بن الحسين القرشي، أنبأنا محمد بن عماد، أنبأنا عبد الله ابن رفاعة، أنبأنا أبو الحسن الخلعي، أنبأنا أبو محمد بن النحاس، أنبأنا أبو الطاهر المديني، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن " (3).

(1) ابن سعد 5 / 208، وابن عساكر (باريس) 89 آ، وما بين الحاصرتين منهما.
(2) انظر ابن سعد 5 / 208.
(3) أخرجه مالك في " الموطأ " 2 / 656. والبخاري 4 / 353، ومسلم (1567) وأبو داود (3481) والترمذي (1276) و (1133) و (2072) وابن ماجة (2159) والنسائي (4670).
وحلوان الكاهن: ما يأخذه المتكهن على كهانته. وفعل الكهان والتنجيم، والضرب بالحصى وغير ذلك مما يتعاناه العرافون والمشعوذون من استطلاع الغيب، حرام وباطل، لا يجوز لاحد أن يأتي أمثال هؤلاء فيسألهم أو يصدق مقالهم. فقد أخرج الإمام أحمد 2 / 408 و 476 من حديث أبي هريرة مرفوعا " من أتى حائضا أو امرأة في دبرها، أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " إسناده صحيح.
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»