سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٨
قال أبو بكر بن عياش: فأخبرني يزيد بن أبي زياد، قال: أتينا سعيدا فإذا هو طيب النفس، وبنته في حجره فبكت، وشيعناه إلى باب الجسر فقال الحرس له: أعطنا كفيلا فإنا نخاف أن تغرق نفسك، قال: فكنت فيمن كفل به. قال أبو بكر: فبلغني أن الحجاج قال: ائتوني بسيف عريض (1).
قال سليمان التيمي: كان الشعبي يرى التقية، وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أتي بالرجل - يعني ممن قام عليه - قال له: أكفرت بخروجك علي؟ فإن قال نعم، خلى سبيله. فقال لسعيد: أكفرت؟ قال: لا.
قال: اختر أي قتلة أقتلك. قال: اختر أنت فإن القصاص أمامك.
أبو نعيم: حدثنا عبد الواحد بن أيمن، قال: قلت لسعيد بن جبير: ما تقول للحجاج؟ قال: لا أشهد على نفسي بالكفر.
ابن حميد: حدثنا يعقوب القمي عن جعفر، عن سعيد بن جبير، قال:
إن في النار لرجلا ينادي قدر ألف عام: يا حنان يا منان، فيقول: يا جبريل أخرج عبدي من النار، قال: فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول: يا رب (إنها عليهم موصدة) [الهمزة: 8] فيقول: يا جبريل ارجع ففكها فأخرج عبدي من النار، فيفكها، فيخرج مثل الخيال، فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما (2).
إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " كان نبي الله سليمان إذا قام في مصلاه رأى شجرة نابتة بين يديه، فقال لها: ما اسمك؟ قالت: الخرنوب (3). قال: لأي شئ أنت (4)؟ فقالت: لخراب هذا البيت. فقال:

(1) انظر الحلية 4 / 275. (2) الحلية 4 / 285.
(3) ويروى بفتح الخاء، ويقال: الخروب: وهو نوعان بري، وشامي، فالأول: ذو أفنان وحمل، وله شوك يرتفع قدر الذراع، وفيه حب صلب زلال بشع، لا يؤكل إلا في الجهد. والثاني: حلو يؤكل، عريض وأكبر من سابقه. التاج (خرب).
(4) في الحلية: " أنبت ".
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»