سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٨
وكذلك قيل لابن عمر: هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة شيئا؟ فقال:
لا، ولكنه اجترأ، وجبنا (1).
فقال أبو هريرة: فما ذنبي، إن كنت حفظت ونسوا!
قال يزيد بن هارون: سمعت شعبة يقول: كان أبو هريرة يدلس (2).
قلت: تدليس الصحابة كثير، ولا عيب فيه; فإن تدليسهم عن صاحب أكبر منهم; والصحابة كلهم عدول (3).
شريك، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة.
وروى حسين بن عياش، عن الأعمش، عن إبراهيم نحوه (4).

(1) أخرجه الحاكم في " المستدرك " 3 / 510 وذكره الحافظ في " الإصابة " 12 / 76 عن فوائد المزكي تخريج الدارقطني، من طريق عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، وذكر قول أبي هريرة: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
(2) ذكره ابن عساكر 19 / 122 / 1. قال الحافظ ابن كثير في " البداية " 8 / 109: وكأن شعبة يشير بهذا إلى حديثه: " من أصبح جنبا فلا صيام له " فإنه لما حوقق عليه، قال: أخبرنيه مخبر، ولم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) قال ابن حبان في مقدمة " صحيحه " 1 / 122: وإنما قبلنا أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رووها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يبينوا السماع في كل ما رووا، وبيقين نعلم أن أحدهم ربما سمع الخبر عن صحابي آخر، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه، لانهم رضي الله عنم أجمعين - وقد فعل - كلهم أئمة سادة قادة عدول، نزه الله عز وجل أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن يلزق بهم الوهن.
(4) " تاريخ ابن عساكر " 19 / 122 / 1، و " أصول السرخسي " 1 / 341، وفي كتاب " العلل " ص 140 لأحمد: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: كان إبراهيم صيرفيا في الحديث أجيؤه بالحديث، قال: فكتب مما أخذته عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كانوا يتركون أشياء من أحاديث أبي هريرة. وقد انتصر الحافظ ابن عساكر لأبي هريرة، ورد هذا الذي قاله إبراهيم النخعي، وصرح الحافظ ابن كثير بأن صنيع الكوفيين مردود، والجمهور على خلافهم.
(٦٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 603 604 605 606 607 608 609 610 611 612 613 ... » »»