سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦١٢
ابن علية، عن الجريري، عن مضارب بن حزن، قال: بينا أنا أسير تحت الليل، إذا رجل يكبر، فألحقه بعيري. فقلت: من هذا؟ قال: أبو هريرة. قلت: ما هذا التكبير؟ قال: شكر. قلت: على مه؟ قال: كنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي، وطعام بطني، وكانوا إذا ركبوا، سقت بهم، وإذا نزلوا، خدمتهم، فزوجنيها الله! فهي امرأتي (1).
معمر، عن أيوب، عن محمد: أن عمر استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة آلاف. فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله، وعدو كتابه؟
فقال أبو هريرة: فقلت: لست بعدو الله وعدو كتابه; ولكني عدو من عاداهما.
قال: فمن أين هي لك؟ قلت: خيل نتجت، وغلة رقيق لي، وأعطية تتابعت.
فنظروا، فوجدوه كما قال:
فلما كان بعد ذلك، دعاه عمر ليوليه، فأبى. فقال: تكره العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك: يوسف عليه السلام! فقال: يوسف نبي ابن نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة. وأخشى ثلاثا واثنتين. قال: فهلا قلت: خمسا؟ قال: أخشى أن أقول بغير حلم، وأقضي بغير حلم، وأن يضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي (2).

(1) رجاله ثقات، وأخرجه أبو نعيم 1 / 380، وابن عساكر 19 / 123 / 1.
عقبة رجلي: أي: نوبة ركوبه.
(2) رجاله ثقات. وذكره ابن كثير في " البداية " 8 / 113 عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين أن..، وأخرجه ابن سعد في " الطبقات " 4 / 335 من طريق هوذة بن خليفة، و عبد الوهاب بن عطاء، ويحيى بن خليف بن عقبة، وبكار بن محمد، قالوا: حدثنا عبد الله بن عون، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وأخرجه أيضا من طريق عمرو بن الهيثم، قال: حدثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة. وأبو هلال الراسبي:
صدوق فيه لين، وبقية رجاله ثقات، فهو صحيح بما قبله. وأخرجه البلاذري في " فتوح البلدان " ص 93 من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي هلال الراسبي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة، وأخرجه أيضا من طريق القاسم بن سلام، وروح بن عبد المؤمن، عن يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، وإسناده صحيح. وانظر ابن عساكر 19 / 124 / 2. وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 380، 381، من طريق أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة.
(٦١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 607 608 609 610 611 612 613 614 615 616 617 ... » »»