سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٧٠
فلما صلى معاوية الصبح، دعا رسوله، فقال: اذهب إلى أبي ذر، فقل: أنقذ جسدي من عذاب معاوية، فإني أخطأت. قال: يا بني، قل له: يقول لك أبو ذر: والله ما أصبح عندنا منه دينار. ولكن أنظرنا ثلاثا حتى نجمع لك دنانيرك.
فلما رأى معاوية أن قوله صدق فعله كتب إلى عثمان: أما بعد، فإن كان لك بالشام حاجة، أو بأهله، فابعث إلى أبي ذر، فإنه قد وغل صدور الناس.
فكتب إليه عثمان: أقدم علي. فقدم (1).
ابن لهيعة، عن عبيد الله بن المغيرة، عن يعلى بن شداد، قال: قال شداد بن أوس: كان أبو ذر يسمع الحديث من رسول الله فيه الشدة، ثم يخرج إلى قومه، فيسلم عليهم. ثم إن رسول الله يرخص فيه بعد، فلم يسمعه أبو ذر، فتعلق أبو ذر بالامر الشديد (2).
عاصم بن كليب، عن أبي الجويرية، عن زيد بن خالد الجهني، قال: كنت عند عثمان، إذ جاء أبو ذر، فلما رآه عثمان قال: مرحبا وأهلا بأخي. فقال أبو ذر: مرحبا وأهلا بأخي، لقد أغلظت علينا في العزيمة، والله لو عزمت علي أن أحبو لحبوت ما استطعت. إني خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو حائط بني فلان، فقال لي: " ويحك بعدي "! فبكيت، فقلت: يا رسول الله، وإني لباق بعدك؟ قال: " نعم، فإذا رأيت البناء على سلع، فالحق بالمغرب، أرض قضاعة ".

(1) إسناده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة، وابن نفيع إن كان محمد بن الوليد، فلم يوثقه غير ابن حبان، وإلا فهو مجهول.
(2) ابن لهيعة: سئ الحفظ، وباقي رجاله ثقات. وهو في " المسند " 4 / 125.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»