سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٧٢
قال: من أهل الكوفة - فقالوا: يا أبا ذر، فعل بك هذا الرجل وفعل! فهل أنت ناصب لك راية فنكملك برجال ما شئت؟ فقال: يا أهل الاسلام، لا تعرضوا علي ذاكم ولا تذلوا السلطان; فإنه من أذل السلطان، فلا توبة له، والله لو صلبني على أطول خشبة أو حبل، لسمعت وصبرت ورأيت أن ذلك خير لي (1).
حميد بن هلال، عن عبد الله بن الصامت، قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر - تعني إلى الربذة - ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا بلغ البناء سلعا، فاخرج منها ".
قال غالب القطان للحسن: يا أبا سعيد، أكان عثمان أخرج أبا ذر؟
قال: معاذ الله.
محمد بن عمرو، عن عراك بن مالك، قال أبو ذر: إني لأقربكم مجلسا من رسول الله يوم القيامة، إني سمعته يقول: " إن أقربكم مني مجلسا من خرج من الدنيا كهيئته بما تركته عليه " وإنه والله ما منكم إلا من تشبث منها بشئ (2).
قال المعرور بن سويد: نزلنا الربذة، فإذا برجل عليه برد، وعلى غلامه مثله، فقلنا: لو عملتهما حلة لك، واشتريت لغلامك غيره! فقال:
سأحدثكم: كان بيني وبين صاحب لي كلام، وكانت أمه أعجمية، فنلت

(1) أخرجه أحمد 5 / 165، وابن سعد 4 / 227، وفيه جهالة الرجل والشيخين من بني ثعلبة ، وباقي رجاله ثقات.
(2) أخرجه أحمد 5 / 165، والطبراني في " الكبير " (1627)، وابن سعد 4 / 228، 229، ورجاله ثقات، لكنه منقطع، لان عراك بن مالك كما في " المجمع " 9 / 327: لم يسمع من أبي ذر، وقد أخرج أبو يعلى معناه من وجه آخر عن أبي ذر متصلا، إلا أن سنده ضعيف، وقوله:
" كهيئته بما " في " المسند " كهيئته يوم ".
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»