سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦١٧
فقال أبو هريرة: لم يكن يشغلني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غرس الودي، ولا صفق في الأسواق; وإنما كنت أطلب من رسول الله كلمة يعلمنيها; أو أكلة يطعمنيها.
فقال ابن عمر: كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلمنا بحديثه.
رواته ثقات (1).
ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن محمد بن عمارة بن عمرو بن حزم: أنه قعد في مجلس فيه أبو هريرة، وفيه مشيخة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بضعة عشر رجلا; ثم يتراجعون فيه، فيعرفه بعضهم; ثم يحدثهم بالحديث، فلا يعرفه بعضهم، ثم يعرفه، حتى فعل ذلك مرارا.
قال: فعرفت يومئذ أنه أحفظ الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري في " تاريخه " (2).
همام بن يحيى: حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: أن عمر قال لأبي هريرة: كيف وجدت الامارة؟ قال: بعثتني وأنا كاره، ونزعتني، وقد

(1) تاريخ دمشق " 19 / 118 / 2، وهو في " المسند " 2 / 2، 3، وصححه الحاكم 3 / 511، ووافقه الذهبي المؤلف. والودي: بفتح الواو، وكسر الدال، وتشديد الياء: صغار النخل، الواحدة: ودية. والصفق: المرة من التصفيق، والمراد هنا: التبايع، لان المتبايعين يضع أحدهما يده على يد الآخر، يريد أبو هريرة: أنه لم يشغله عن حفظ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم زرع ولا تجارة.
(2) 1 / 186، 187 في ترجمة محمد بن عمارة بن حزم الأنصاري، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وكذلك ترجمه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " 8 / 45، فقال: روى عن أبي هريرة، روى عنه أبو الزناد، سمعت أبي يقول ذلك. وهو في " تاريخ دمشق " لابن عساكر 19 / 116 / 2.
(٦١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 612 613 614 615 616 617 618 619 620 621 622 ... » »»