سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٦٤
محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، عن أبيه، قال: يعني: أباه: أتيت، فقلت: يا رسول الله، من لم يهاجر، هلك؟ قال: " لا، يا أبا وهب، فارجع إلى أباطح مكة " (1).
قلت: ثبت قوله صلى الله عليه وسلم: " لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية " (2).
وخرج الترمذي من حديث ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: " اللهم العن أبا سفيان! اللهم العن الحارث بن هشام! اللهم العن صفوان بن أمية! " فنزلت: * (ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم) * [آل عمران:
127]. فتاب عليهم، فأسلموا، فحسن إسلامهم (3).
قلت: أحسنهم إسلاما الحارث.
وروى الزهري، عن بعض آل عمر، عن عمر: أنه لما كان يوم الفتح، أرسل رسول الله إلى صفوان بن أمية، وأبي سفيان، والحارث بن

(١) أخرجه أحمد ٣ / ٤٠١ و ٦ / ٤٦٥ من طريق روح بهذا الاسناد، ورجاله ثقات.
(٢) أخرجه البخاري ٦ / ٣ في أول كتاب الجهاد، ومسلم (1353) من حديث ابن عباس.
(3) أخرجه الترمذي (3004) في التفسير، وفي سنده: عمر بن حمزة وهو ضعيف، مع أنه من رجال مسلم.
وهو في " المسند " (5674) والطبري (7819) وأخرجه البخاري في " صحيحه " 7 / 281 من طريق عبد الله بن المبارك، عن حنظلة بن أبي سفيان الجمحي، عن سالم بن عبد الله يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو، والحارث بن هشام، فنزلت * (ليس لك من الامر شئ) * إلى قوله * (فإنهم ظالمون) * ورواه البخاري أيضا 7 / 281 و 8 / 170، و 13 / 263، 264 من طريق عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري قال: حدثني سالم، عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر يقول: اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعدما يقول: سمع الله لمن حمد ربنا ولك الحمد، فأنزل الله * (ليس لك من الامر شئ) * إلى قوله * (فإنهم ظالمون) *.
(٥٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 559 560 561 562 563 564 565 566 567 568 569 ... » »»