سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥١٨
عذاب أشد من العمى.
وقالت: إنه كان ينافح، أو يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وعن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حسان: " لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق ".
هذا حديث منكر، من " مسند الروياني "، من رواية أبي ثمامة مجهول عن عمر بن إسماعيل مجهول عن هشام بن عروة. وله شويهد، رواه الواقدي، عن سعيد بن أبي زيد الأنصاري، عن رجل، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، سمع حمزة بن عبد الله بن عمر، سمع عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " حسان حجاز بين المؤمنين والمنافقين، لا يحبه منافق، ولا يبغضه مؤمن ".
فهذا اللفظ أشبه. ويبقى قسم ثالث، وهو حبه، سكت عنه.
حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، قال: قيل لابن عباس: قدم حسان اللعين! فقال ابن عباس: ما هو بلعين، قد جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ولسانه (2).
قلت: هذا دال على أنه غزا.
عبدة بن سليمان، عن أبي حيان التيمي، عن حبيب بن أبي ثابت، قال: أنشد حسان النبي صلى الله عليه وسلم:

(1) أخرجه البخاري 7 / 338، و 8 / 374، ومسلم (2488).
(2) أخرجه أبو الفرج في " الأغاني " 4 / 145، 146 من طريق عمر بن شبة، عن أبي داود، ومن طريق أحمد بن الجعد، عن محمد بن بكار بهذا الاسناد. وهو في " تهذيب ابن عساكر " 4 / 131.
(٥١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 513 514 515 516 517 518 519 520 521 522 523 ... » »»