سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٤٧٦
فوجه معاوية من قيده، وحبسه. فمات، فدفن في قيوده، وقال:
إني مخاصم (1).
حماد بن سلمة: حدثنا حميد، ويونس، عن الحسن: أن زيادا، استعمل الحكم بن عمرو، فلقيه عمران بن حصين، فقال: أما تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه الذي قال له أميره: وقع في النار، فقام ليقع فيها، فأدركه، فأمسكه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لو وقع فيها، لدخل النار، لاطاعة لمخلوق في معصية الله ".
قال الحكم: بلى. قال: إنما أردت أن أذكرك هذا الحديث (2).
جميل بن عبيد الطائي: حدثنا أبو المعلى، عن الحسن، قال: قال الحكم بن عمرو: يا طاعون، خذني إليك. فقيل له: لم تقول هذا؟ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنين أحدكم الموت " قال: أبادر ستا: بيع الحكم، وكثرة الشرط، وإمارة الصبيان، وسفك الدماء، وقطيعة الرحم، ونشأ يكونون في آخر الزمان يتخذون القرآن مزامير (3).

(1) أخرجه الحاكم في " المستدرك " 3 / 442، والطبراني (3158)، قال الهيثمي في " المجمع " 7 / 311: وفيه من لم أعرفه. وذكره الحافظ في " الإصابة " 2 / 247 مختصرا ثم قال: والصحيح أنه لما ورد عليه كتاب زياد بالعقاب، دعا على نفسه فمات. وسيذكره المؤلف قريبا.
(2) صحيح، أخرجه الحاكم 3 / 423، وقال: حديث صحيح الاسناد، ووافقه الذهبي، وأخرجه أحمد 5 / 66، والطيالسي 2 / 166، والطبراني (3150) و (3159) و (3160) وله شاهد من حديث النواس بن سمعان عند البغوي في " شرح السنة " (2455)، وسنده حسن في الشواهد.
(3) أخرجه الحاكم في " المستدرك " 3 / 443، والطبراني (3162)، وأبو المعلى لا يعرف، لكن له شاهد في المرفوع من حديث عابس الغفاري عند أحمد 3 / 494 بلفظ: " بادروا بالاعمال ستا. " وسنده ضعيف، وآخر من حديث عوف بن مالك عند أحمد أيضا 6 / 22 و 23، وسنده ضعيف، فيتقوى بهذه الشواهد لا سيما وأن لحديث عابس طريقا آخر، انظر " الإصابة " 5 / 265 ترجمة عابس الغفاري. و " نشأ " بفتح الشين جمع ناشئ، كخادم وخدم:
يريد: جماعة أحداثا.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»