سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٢٣٣
ما صنعت؟ قالت: الشيطان: قالت: فاذهبي، فأنت حرة (1).
وقد مر في المغازي: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بها، وصنعتها له أم سليم، وركبها وراءه على البعير، وحجبها، وأولم عليها، وأن البعير تعس بهما، فوقعا، وسلمهما الله تعالى (2).
وفي جامع أبي عيسى، من طريق هاشم بن سعيد الكوفي: حدثنا كنانة: حدثتنا صفية بنت حيي، قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد بلغني عن عائشة وحفصة كلام، فذكرت له ذلك، فقال: " ألا قلت: وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى ". وكان بلغها، أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها، نحن أزواجه، وبنات عمه (3).
قال ثابت البناني: حدثني سمية - أو شميسة عن صفية بنت حيي:
أن النبي صلى الله عليه وسلم حج بنسائه، فبرك بصفية جملها; فبكت، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبروه، فجعل يمسح دموعها بيده، وهي تبكي، وهو ينهاها، فنزل

(١) " الاستيعاب " ١٣ / ٦٥.
(٢) انظر " طبقات ابن سعد " ٨ / ١٢٢، ١٢٣ و " صحيح مسلم " (١٣٦٥) (٨٧) في النكاح، وقوله: تعس أي عثر. ورواية مسلم: " فعثرت الناقة العضباء وندر رسول الله وندرت " أي سقطا.
(٣) أخرجه الترمذي (٣٨٩٢) في المناقب، والحاكم 4 / 29، وإسناده ضعيف لضعف هاشم بن سعيد الكوفي، وباقي رجاله ثقات، لكن يشهد له حديث أنس عند أحمد 3 / 135، 136، والترمذي (3894) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقالت: قالت لي حفصة إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لابنة نبي، وإن عمك لنبي، وإنك لتحت نبي، ففيم تفخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله يا حفصة. وإسناده صحيح.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»