سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
أم أبيها (1)، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية، وأم الحسنين.
مولدها قبل المبعث بقليل. وتزوجها الإمام علي بن أبي طالب في ذي القعدة، أو قبيلة، من سنة اثنتين بعد وقعة بدر.
وقال ابن عبد البر: دخل بها بعد وقعة أحد (2). فولدت له الحسن، والحسين، ومحسنا، وأم كلثوم، وزينب.
وروت عن أبيها.
وروى عنها ابنها الحسين، وعائشة، وأم سلمة، وأنس بن مالك، وغيرهم. وروايتها في الكتب الستة.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها ويكرمها ويسر إليها. ومناقبها غزيرة. وكانت صابرة دينة خيرة صينة قانعة شاكرة لله. وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن هم بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل، فقال: " والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله، وإنما فاطمة بضعة مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها (3) " فترك علي الخطبة رعاية لها. فما تزوج عليها ولا

(١) في " الإصابة " ١٣ / ٧١، و " أسد الغابة " ٧ / ٢٥ وكانت تكنى أم أبيها.
(٢) في " الإصابة " ١٣ / ٧٣: وفي " الصحيحين " عن علي قصة الشارفين لما ذبحهما حمزة، وكان علي أراد أن يبني بفاطمة.. وهذا يدفع قول من زعم أن تزويجه بها كان بعد أحد، فإن حمزة قتل بأحد. وانظر حديث علي في البخاري ٥ / ٣٥ في الشرب: باب بيع الحطب والكلا، ومسلم (١٩٧٩) في أول كتاب الأشربة.
(٣) أخرجه البخاري ٧ / ٦٧، ٦٨ في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وباب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي النكاح: باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف، ومسلم (٢٤٤٩) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو داود (٢٠٦٩) في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء، والترمذي (٣٨٦٦) في المناقب: باب مناقب فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، من حديث المسور بن مخرمة.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»