سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٥٣٥
سماك بن حرب، عن سلامة العجلي قال: جاء ابن أخت لي من البادية يقال له: قدامة، فقال: أحب أن ألقى سلمان: فخرجنا إليه، فسلمنا عليه، وجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفا، ووجدناه على سرير ليف يسف خوصا.
فقلت: يا أبا عبد الله! هذا ابن أخت لي قدم، فأحب أن يسلم عليك. قال:
وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. قلت: يزعم أنه يحبك. قال: أحبه الله.
فتحدثنا وقلنا: ألا تحدثنا عن أصلك (1)؟ قال: أنا من أهل رامهرمز، كنا قوما مجوسا، فأتاني نصراني من الجزيرة كانت أمه منا، فنزل فينا واتخذ ديرا، وكنت في مكتب الفارسية، فكان لا يزال غلام معي في الكتاب يجئ مضروبا يبكي، فقلت له يوما، ما يبكيك؟ قال: يضربني أبواي، قلت: ولم؟ قال:
آتي هذا الدير، فإذا علما ذلك، ضرباني، وأنت لو أتيته سمعت منه حديثا عجبا. قلت: فاذهب بي معك. فأتيناه، فحدثنا عن بدء الخلق، وعن الجنة والنار. وكنت أختلف إليه معه، ففطن لنا غلمان من الكتاب، فجعلوا يجيئون معنا، فلما رأى ذلك أهل القرية قالوا له: يا هناة (2)! إنك قد جاورتنا فلم تر منا إلا الحسن، وإنا نرى غلماننا يختلفون إليك، ونحن نخاف أن تفسدهم، اخرج عنا. قال: نعم. فقال لذلك الغلام: اخرج معي. قال: لا أستطيع، قد علمت شدة أبوي علي. قلت: أنا أخرج معك، وكنت يتيما لا أب لي.
فخرجت، فأخذنا جبل رامهرمز نمشي ونتوكل، ونأكل من ثمر الشجر، حتى قدمنا الجزيرة، فقدمنا نصيبين. قال: هنا قوم عباد أهل الأرض، فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا، فسلم عليهم، فحيوه، وبشوا به وقالوا: أين كانت غيبتك؟ قال: كنت في إخوان لي من قبل فارس. ثم قال صاحبي: قم يا

(1) تحرفت في المطبوع إلى " أهلك ".
(2) تحرفت في المطبوع إلى " يا هذا ".
(٥٣٥)
مفاتيح البحث: سماك بن حرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 530 531 532 533 534 535 536 537 538 539 540 ... » »»