الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٦٦
الحديث، وأنت أعلم " (1). وحاجب هذا عصري ابن معين، وقد ذكر المزي ستة عشر راويا عنه.
57 " - عبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري. في " الجرح " 5 (1481): " قرئ على العباس بن محمد الدوري، عن يحيى بن معين أنه سئل عن عبيد الله بن حميد الذي يروي عن الشعبي، قيل: هو ابن حميد بن عبد الرحمن؟ قال: لا أعرفه. يعني لا أعرف تحقيق أمره " (2).
هذا ما جمعته - ولا ريب أن هناك سواه - ويتبين منه أسباب عدم معرفة ابن معين بالرجل، وهي تدور حول هذه النقاط.
- إما أنه لم يعرفه لجهالته بعينه.
- وإما أنه لم يعرفه لجهالته بعدالته.
- وإما أنه لم يعرفه لجهالته بضبطه.
وقد يجتمع أمران منها، وقد تجتمع الثلاثة. والشواهد على ذلك ناطقة بما أقول، فلا يحتاج إلى تعيين مثال، وإن كان المحور الأساسي فيها قلة حديث الرجل، كما تراه في كلام الأمين ابن أبي حاتم وابن عدي.
فقلة حديثه سبب رئيسي في جهالة ضبطه، وقلة حديثه أيضا دلالة على قلة من يروي عنه، وغالبا يتفرد عند راو واحد، ومن كان قليل الرواية والرواة عنه: كان مغمورا غامضا أمره عند علماء الجرح والتعديل.
ولقائل أن يقول: إن الحافظ ابن حجر رحمه الله صرح في " النكت على ابن الصلاح " 2: 677 بأن ابن معين قال في يحيى بن المتوكل: " لا أعرفه "، وأراد " جهالة عدالته لا جهالة عينه، فلا يعترض عليه بكونه روى عنه جماعة "، ونحوه قوله في " التهذيب " 6: 218 في ترجمة عبد الرحمن الغافقي.
وأقول في الجواب: ينبغي أن يحمل تفسير ابن حجر أمام هذه الشواهد الكثيرة على أن أين معين أراد هذا المعنى هنا في هذه الترجمة، لا أنه تفسير عام لهذه الكلمة حيثما وردت. وهذا ما حملني على جمع هذه النصوص والأمثلة الكثيرة. والله أعلم.
وخلاصة ذلك: أن مراد ابن معين من قوله: (لا أعرفه) أعم من أن يكون جهالة عين، أو عدالة، وقد تجتمع جهالتان منهما. والسبب في ذلك قلة حديث الرجل، وقد يكون السبب عدم علمه به.
(٦٦)
مفاتيح البحث: العباس بن محمد (1)، السب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست