هذه أمثلة على من له ذكر مسند من التابعين.
ومن الأمثلة على من له ذكر غير مسند: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وسوار بن عبد الله العنبري، علق لهما البخاري في " صحيحه " 13: 140 - الباب الخامس عشر من كتاب الأحكام - ولم يرمز لهما خت، وعدم الرمز لهما بمثابة عدم الترجمة، إذ لو لم تكن لهما رواية في كتاب آخر لما ترجم لهما.
وقد عتب الحافظ في " الفتح " 13: 143 على المزي إذ أهمل هذا الرمز لهما، ثم وقع هو في ذلك.
انظر دراسة " تقريب التهذيب " ص 12.
6 - أما ترجمة رجال أسانيد هذه الأخبار: فأعتقد أن المزي ترجم لهم، وتوبع، من ذلك: محمد بن محمد بن خلاد المذكور عند أبي داود في الخبر المتقدم، فإن المزي ترجمه، وتبعوه على ذلك، وليس له رواية في مكان آخر من " سنن أبي داود ". لكن الأمر يحتاج إلى تتبع واستقراء لنرى هل اطرد صنيعه وصنيعهم في ذلك أولا.
أما رجال أسانيد هذه الأخبار الذين لم يسموا: فحالهم وجوابهم يندرج تحت الجواب عن السؤال الثاني.
7 - وأخيرا: إن هناك رجالا كثيرين لهم ذكر جانبي محض في بعض الأسانيد والمتون، لا يمت إلى رواية أبدا.
وذلك مثل هني مولى عمر رضي الله عنه الذي قال له: " يا هني اضمم جناحك عن المسلمين، واتق دعوة المسلمين.. " رواه البخاري 6: 175 (3059).
ومثل يزيد بن معاوية النخعي المذكور في آخر حديث في كتاب الدعوات في البخاري 9: 228 (6411)، قال شقيق: " كنا ننتظر عبد الله - بن مسعود - إذ جاء يزيد بن معاوية، قلت: ألا تجلس؟ قال:
لا، ولكن أدخل فأخرج إليكم صاحبكم وإلا جئت أنا فجلست، فخرج عبد الله وهو آخذ بيده فقام علينا فقال... "، ولا ذكر ليزيد بعد ذلك أبدا.
ومن ذلك: موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام في قصتهما المعروفة - بل: نوف البكالي الذي حاور ابن عباس في قصتهما - ورفاعة القرظي صاحب حديث العسيلة، وشريك بن سحماء وهلال بن أمية، وصفوان بن المعطل وأم مسطح، وهاجر وسارة زوجتا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام... وكثير سواهم.
ولا أحب تشويش القارئ بأن أقول: فلان ترجموه، وفلان لم يترجموه، وفلان ترجمه المزي ولم يتابع، وفلان أهمله. المزي وترجمه فلان... وهكذا...
لكني أقتصر على أمثلة يسيرة محيرة.
1 - نوف البكالي: رمز له المزي وابن حجر: خ م، وهو مذكور ذكرا - لا رواية - في الصحيحين في قصة موسى والخضر عليهما الصلاة والسلام، ولم يترجمه الذهبي في " الكاشف ".
2 - وكذلك فعلوا في هني. ترجماه، وحذفه الذهبي.