أحاديث أبي مسهر، وأحاديث الشيوخ يلقنها هشام بن عمار، فيحدثه بها، وكنت أخشى أن يفتق في الاسلام فتقا.
وقال أبو أحمد بن عدي: سمعت قسطنطين بن عبد الله الرومي مولى المعتمد على الله أمير المؤمنين يقول: حضرت مجلس هشام بن عمار، فقال له المستملي: من ذكرت؟ فقال:
حدثنا بعض مشايخنا، ثم نعس، ثم قال له: من ذكرت؟ فنعس، فقال المستملي: لا تنفعوا (1) به، فجمعوا له شيئا فأعطوه فكان بعد ذلك يملي عليهم حتى يملوا.
وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن راشد بن معدان الأصبهاني: سمعت محمد بن مسلم بن وارة الرازي يقول: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث.
وقال صالح بن محمد الأسدي: كان هشام بن عمار يأخذ على الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ، فدخلت عليه يوما، فقال : يا أبا علي حدثني بحديث لعلي بن الجعد، فقلت: حدثنا ابن الجعد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: علم مجانا كما علمت مجانا، قال: تعرضت بي يا أبا علي؟ فقلت: ما تعرضت بك، بل قصدتك.
وقال في موضع آخر: كنت شارطت هشام بن عمار أن أقرأ عليه كل ليلة بانتخابي ورقة، فكنت آخذ الكاغد الفرعوني، وأكتب مقرمطا، فكان إذا جاء الليل أقرأ عليه إلى أن يصلي العتمة، فإذا صلي العتمة يقعد وأقرأ عليه، فيقول: يا صالح ليس هذه ورقة