تهذيب الكمال - المزي - ج ٢٥ - الصفحة ١٩٥
ابن سعيد المذكر يقول: سمعت زكريا بن دلويه يقول: بعث طاهر ابن عبد الله بن طاهر إلى محمد بن رافع بخمسة آلاف درهم على يدي رسول له، فدخل عليه بعد صلاة العصر، وهو يأكل الخبز مع الفجل، فوضع الكيس بين يديه، فقال: بعث الأمير طاهر بهذا المال لتنفقه على أهلك. فقال: خذ، خذ لا أحتاج إليه، فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان، إنما تغرب بعد ساعة، قد جاوزت الثمانين، إلى متى أعيش. فرد المال ولم يقبل، فأخذ الرسول المال وذهب، فدخل عليه ابنه فقال: يا أبة ليس لنا خبز الليلة. قال: فذهب بعض أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى حضرة صاحبه فزعا من أن يذهب ابنه خلف الرسول فيأخذ المال.
قال زكريا: وربما كان يخرج إلينا محمد بن رافع في الشتاء الشاتي وقد لبس لحافه الذي يلبسه بالليل.
وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " (1)، وقال: مات سنة خمس وأربعين ومئتين، وكان تقيا فاضلا.
وكذلك قال البخاري (2)، وغيره في تاريخ وفاته (3).

(1) 9 / 102.
(2) تاريخه الكبير: 1 / الترجمة 218، وتاريخه الصغير: 2 / 383.
(3) وقال ابن حجر في " التهذيب ": قال الحاكم: هو شيخ عصره بخراسان في الصدق والرحلة. وقال مسلم بن الحجاج: محمد بن رافع ثقة مأمون صحيح الكتاب. وقال ابن صالح: حدثنا محمد بن شاذان، حدثنا محمد بن رافع الثقة المأموم. وقال أحمد بن سيار في ذكر مشائخ نيسابور: محمد بن رافع كان ثقة حسن الرواية عن أهل اليمن وقال النسائي في مشيخته ومسلمة في " الصلة " ثقة ثبت (9 / 161 - 162) وقال ابن حجر في " التقريب ": ثقة عابد.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست