وفي نفسك، ولو صنت نفسك وكنت تقتصر على كتب أبيك لكانت الرحلة إليك في ذلك، فكيف وقد (1) سمعت؟ فقال: ما الذي ينقم علي؟ فقلت: قد أدخل وراقك بين حديثك ما ليس من حديثك. قال:
فكيف السبيل في هذا؟ قلت: ترمي بالمخرجات وتقتصر على الأصول، ولا تقرأ إلا من أصولك، وتنحي هذا الوراق عن نفسك، وتدعو بابن كرامة وتوليه أصولك فإنه يوثق به. فقال: مقبولا منك.
قال: وبلغني أن وراقه كان قد أدخلوه بيتا يسمع علينا الحديث، فما فعل شيئا مما قاله فبطل الشيخ، وكان يحدث بتلك الأحاديث التي قد أدخلت بين حديثه، وقد سرق من حديث المحدثين. سئل أبي عنه فقال: لين.
قال البخاري: توفي في ربيع الاخر سنة سبع وأربعين ومئتين (2).