تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٢٢٩
فصل وكان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (1): كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن أحد أقرب إلى القوم منه (2).
وكان أسخى الناس، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا (3).
وكان أشد حياء من العذراء في خدرها (4) لا يثبت بصره في وجه أحد.

(١) (رضي الله عنه) لم ترد في " د ".
(٢) أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي " ص (٥٨) من طريق علي بن الجعد، عن زهير بن معاوية، عن أبي إسحاق السبيعي، عن حارثة بن مضرب، عن علي. ورواه أيضا من طريق وكيع عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي. وله شاهد عند مسلم (١٧٧٦) في الجهاد من قول البراء: " كنا، والله، إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم " وللبخاري ١٠ / ٣٨١ من حديث أنس قال:
" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس ". (ش).
(٣) أخرجه مسلم في " صحيحه " (٢٣١٢) في الفضائل من طريق حميد، عن موسى بن أنس، عن أبيه قال:
ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام شيئا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمد يعطي عطاء لا يخشى الفاقة. وأما اللفظ الذي ذكره المصنف، فقد أخرجه مسلم (٢٣١١)، والترمذي في " الشمائل " (٣٤٥١)، وابن سعد ١ / ٣٦٨، والبخاري ١٠ / ٣٨١، كلهم من حديث جابر ابن عبد الله. (ش).
(٤) أخرجه البخاري ١٠ / ٤٢٧ في الأدب: باب من لم يواجه الناس بالعقاب، وباب الحياء، ومسلم (٢٣٢٠) في الفضائل: باب كثرة حيائه صلى الله عليه وسلم، والترمذي في الشمائل (351) من حديث أبي سعيد الخدري، وتمامه: " وكان إذا كره شيئا عرف في وجهه ". (ش).
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»