تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٢١٩
صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فذكر الحديث بطوله نحوه، وزاد:
قال: قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه؟. وفي رواية العلوي (1): فسألته عن سيرته في جلسائه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه [راجيه] (2) ولا يجيب فيه. قد ترك نفسه من ثلاث:
المراء، والاكثار، وما لا يعنيه. وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، ولا يعيره، ولا يطلب عورته. ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، فإذا سكت، تكلموا، ولا يتنازعون عنده زاد العلوي الحديث: من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ حديثهم عنده حديث أوليتهم وفي رواية العلوي: أولهم يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم وفي رواية العلوي: في المنطق ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام وفي رواية العلوي:
بانتهاء أو قيام قال: فسألته: كيف كان سكوته؟ قال: كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع: الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر وفي رواية

(١) أخذ ابن كثير برواية العلوي في البداية والنهاية: ٦ / 31 33.
(2) ما بين الحاصرتين إضافة من شمائل الترمذي. ومعنى " يتغافل عما لا يشتهي " أي: يتكلف الغفلة والاعراض عما لا يستحسنه من القول والفعل. وقوله " لا يؤيس منه راجيه " أي: لا يجعله آيسا منه.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»