سليمان الطريق للرسل ثمانية أميال في ميل عرضا ونصبوا على جنبتي الطريق أساطين من ياقوت أحمر فلما جاءت الرسل فنظروا إلى الذهب والياقوت فقال بعضهم لبعض أين ننطلق إلى هذا الرجل بثلاث لبنات من ذهب وعنده من الذهب ما قد فرش به الطريق فقال رئيسهم إنما نحن رسل نبلغ ما أرسل به معنا فمضوا حتى دخلوا على سليمان فقرأ كتاب بلقيس ووضعوا اللبنات بين يديه فقال " أتمدونن بمال " إلى " تفرحون " (1) قال تفرحون بثلاث لبنات ذهب انطلقوا فخذوا ما رأيتم ثلاثمائة أو ثلاثة آلاف أو ثلاثين ألفا أو ثلاث مئة ألف أو ثلاثة آلاف ألف فقالوا أيها الملك إنما نحن رسل فأمر بقبض اللبنات ثم دعا بالياقوتة فأخذ درة فربط بها خيطا ثم أدخلها في ثقب الياقوت حتى خرجت من الجانب الآخر ثم جمع طرفي الخيط ثم ختم عليه ثم دعا بتور (2) من ماء فوضعوه ثم أمر أولئك الوصفاء أن يتوضؤوا واحدا واحدا فميزهم بالوضوء الغلمان من الجواري ثم قال هؤلاء غلمان وهؤلاء جوار قالت الرسل أيها الملك اكتب إليها بجواب كتابها فقال لا ارجعوا إليهم " فلنأتينهم بجنود لا قيل لهم بها " الآية (3) فرجعت إليها الرسل فقالت ما جئتم به من عند سليمان فقالوا ما كنت صانعة حين يأتيك الجنود فالآن فاستقلت ومن معها وحملت الخزائن والسلاح على سبعين فيلا ثم توجهت ومعها أولئك الألف الذين بين يديها وخلفت عرشها فلما فصلت جاء دمرياط فقال أيها الملك إن بلقيس قد خرجت إليك ومعها ألف ملك قد حملت خزانها وسلاحها على سبعين فيلا فقال سليمان ما فعل عرشها أمعها أم خلفته فقال بل خلفته فقال سليمان " فأيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين " (4) قال دمرياط " أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين " (5) وكان سليمان يصلي الصبح ثم يجلس للناس إلى طلوع الشمس فقال آتيك به من حين تجلس إلى حين تقوم فقال سليمان أريد أعجل من ذلك فقال آصف (6) " أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك
(٧٣)