فعاد الرسول إليه بما (1) قالت فأمر بها فأحضرت وعنده جماعة وفيهم إياس بن شرحبيل وكان في شدقه نتوء لعظم لسانه فقال لها معاوية يا عدوة الله أنت صاحبة الكلام قالت نعم غير فازعة ولا معتذرة منه قد لعمري اجتهدت في الدعاء وأنا اجتهد إن شاء الله إن نفع الاجتهاد والله من وراء العباد فأمسك معاوية وقال إياس اقتل هذه فما كان زوجها بأحق بالقتل منها فقالت له تبا لك ويلك بين شدقيك جثمان الضفدع وأنت تأمره بقتلي كما قال تعالى " إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد أن تكون من المصلحين " (2) فضحك معاوية والجماعة وبان الحجل من إياس ثم قال معاوية اخرجي عني فلا أسمع بك في شئ من الشام قالت سأخرج عنك فما الشام لي بوطن ولا أعرج فيه على حميم ولا سكن ولقد أعظمت فيه مصيبتي وما قرت به عيني وما أنا إليك بعائدة ولا لك حيث (3) كنت بحامدة فأشار إليها بيده أن أخرجي فقالت عجبا لمعاوية يبسط علي غرب لسانه ويشير إلي ببنانه فلما خرجت قال معاوية تحمل إليها ما يقطع به غرب لسانها وتخفف به إلى بلدها فقبضت ما أمر لها به وخرجت تريد الكوفة فلما وصلت إلى حمص توفيت 9301 آمنة ويقال أمينة بنت عمر بن عبد العزيز ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص حدثت عن ميمونة بنت سعد (4) روى عنها عبد الحميد بن يزيد الخنشي أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنا أبو نعيم الحافظ ثنا أبو بكر عبد الله بن محمد نا أبو بكر بن أبي عاصم وأخبرنا أبو الفتح الماهاني أنا شجاع المصقلي أنا محمد بن إسحاق أنا عبد الله بن محمد بن الحجاج وأحمد بن محمد بن عاصم قالا نا أحمد بن عمرو الشيباني نا علي بن ميمون الرقي نا عثمان بن عبد الرحمن
(٤١)