فآذني ففعل ثم إنه أتاني ذات غداة يوم (1) فقال يا عدي ما كنت صانعا إذا غشيتك خيل محمد فاصنعه الآن (2) فإني قد رأيت رايات فسألت عنها فقالوا هذه جيوش محمد قال قلت قرب لي أجمالي فقربها لي فاحتملت بأهلي وولدي ثم قلت ألحق بالشام (3) فسلكت الجوشية (4) وخلفت (5) ابنة لحاتم في الحاضر فلما قدمت الشام أقمت بها وتخالفني خيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتصيب ابنة حاتم فيمن أصابت فقدم بها على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في سبايا طيئ وقد بلغ رسول الله (6) هربي إلى الشام قال فجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد كانت تحبس السبايا فيها فمر بها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقامت إليه وكانت امرأة جزلة فقالت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال الفار من الله ومن رسوله قالت ثم مضى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتركني حتى إذا كان الغد مر بي فقلت له مثل ذلك فقال مثل ما قال بالأمس حتى إذا كان بعد الغد مر بي وقد يئست منه قالت فأشار إلي رجل خلفه قومي فكلميه قالت فقمت فقلت يا رسول الله هلك الوالد وغاب الوافد فامنن علي من الله عليك قال قد فعلت لا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى (7) يبلغك إلى بلادك ثم ذنيني قالت فسألت عن الرجل الذي أشار إلي أن كلميه فقيل علي بن أبي طالب قالت وأقمت حتى قدم نفر من بلي أو من قضاعة وإنما أريد أن آتي الشام قالت فجئت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله قد قدم رجال من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ قالت فكساني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وحملني وأعطاني نفقة فخرجت معهم حتى قدمت الشام قال أبو عامر في حديثه وقد كنت أسلمت فحسن إسلامها
(١٩٩)