ابن حاتم فانطلق به إلى بيته وألقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) على الأرض وعرض عليه الإسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على صدقات قومه [* * * *] أخبرنا أبو بكر أيضا أنا الجوهري أنا أبو عمر أنا عبد الوهاب بن أبي حية أنا محمد بن شجاع أنا محمد بن عمر الواقدي (1) نا عبد الرحمن بن عبد العزيز قال سمعت عبد الله بن أبي بكر بن حزم يقول لموسى بن عمران بن مناج (2) وهما جالسان بالبقيع تعرف سرية الفلس قال موسى ما سمعت بهذه السرية قال فضحك ابن حزم ثم قال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عليا في خمسين ومائة رجل على مائة بعير وخمسين فرسا وليس في السرية إلا أنصاري فيها وجوه الأوس والخزرج فاجتنبوا الخيل واعتقبوا (3) على الإبل حتى أغاروا على أحياء من العرب وسأل عن محلة آل حاتم فدل عليها (4) فشنوا الغارة مع الفجر فسبوا حتى ملأوا أيديهم من السبي والنعم والشاء وهدم الفلس وخربه (5) وكان صنما لطيئ ثم انصرف راجعا إلى المدينة قال عبد الرحمن بن عبد العزيز فذكرت هذه السرية لمحمد بن عمر بن علي فقال ما أرى ابن حزم زاد على أن نتف (6) من هذه السرية ولم يأتك بها قلت فائت بها أنت فقال بعث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علي بن أبي طالب إلى الفلس ليهدمه في مائة وخمسين من الأنصار ليس فيهم مهاجري واحد ومعهم خمسون فارسا وظهر (7) فامتطوا الإبل وجنبوا الخيل وأمره أن يشن الغارات فخرج بأصحابه معه راية سوداء ولواء أبيض معهم القنا والسلاح الظاهر وقد دفع رايته إلى سهل بن حنيف ولواءه إلى جبار بن صخر السلمي وخرج بدليل من بني أسد يقال له حريث خريتا (8) فسلك بهم على طريق فيد (9) فلما
(١٩٤)