ويحيى وكان أبو عبيد يؤدب غلاما في شارع بشر وبشير ثم اتصل بثابت بن نصر بن مالك الخزاعي (1) مؤدب ولده ثم ولي ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة (2) فولي أبو عبيد القضاء بطرسوس ثماني عشرة سنة فاشتغل عن كتابة الحديث (3) كتب في حداثته عن هشيم (4) وغيره فلما صنف احتاج إلى أن يكتب عن يحيى بن صالح وهشام بن عمار وأضعف كتبه كتاب الأموال يجئ إلى باب فيه ثلاثون حديثا وخمسون أصلا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فيجئ يحدث (5) حديثين يجمعهما من حديث الشام ويتكلم في ألفاظهما وليس له كتاب مثل غريب المصنف وانصرف أبو عبيد يوما من الصلاة فمر بدار إسحاق الموصلي فقالوا له يا أبا عبيد صاحب هذه الدار يقول إن في كتاب غريب المصنف ألف حديث خطأ فقال أبو عبيد كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير ولعل إسحاق عنده رواية وعندنا رواية فلم يعلم فخطأنا والروايتان صواب ولعله أخطأ في حروف وأخطأنا في حروف فيبقى الخطأ شئ يسير وكتاب غريب الحديث فيه أقل من مائتي حرف سمعت والباقي قال الأصمعي وقال أبو عمرو وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها أتى فيها أبو عبيد من أبي عبيدة معمر بن المثنى كان أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح يتكلم في كل صنف من العلم قال الخطيب (6) حدثت عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي قال سمعت أبا العباس ثعلبا يقول لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا كتب إلي أبو منصور بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا منصور يعني محمد بن عبد الله بن حمشاد يقول سمعت أبا عمر الزاهد يقول سمعت أبا العباس ثعلب يقول لو كان أبو عبيد في بني إسرائيل لكان عجبا (7) أخبرنا أبو الحسن المالكي حدثنا و (8) أبو منصور بن عبد الملك أنبأنا أبو بكر
(٧١)