القرية وإذا أبواب مغلقة فجعل يهتف فلم يجبه أحد حتى طلع عليه فارسان تحت كل فارس منهما قطيفة بيضاء فقالا له يا عبد الله مالك وما أنت وما أمرك فأخبرهما خبره وما أصابهم من الظلمة في البحر وأني خرجت أطلب الماء فناديت في هذه القرية فلم يجبني أحد ورأيت أبوابا مغلقة قالا له يا عبد الله انطلق في هذه فإنها تنتهي إلى بركة فاستق منها ولا يهولنك منها ما ترى فمضيت في السكة حتى انتهيت إلى بركة فيها ماء فإذا رجل معلق بين السماء والأرض ولا أرى ما عليه وهو يتناول الماء فلا يناله فلما رآني هتف بي وقال يا عبد الله اسقني قال فغرفت بالقدم ماء فذهبت أناوله قال فقبضت يدي قال قلت يا عبد الله غرفت بالقدح لأسقيك فقبضت يدي فأخبرني من أنت قال أنا قابيل بن آدم وأنا أول من سفك ماء في الأرض قال وقد كنت سألت الفارسين عن البيوت التي تتجلجل (1) فيها الريح وهي مغلقة الأبواب قالا فيها أرواح المؤمنين وروي عن عبد الملك بن قدامة من وجه آخر أخبرناه أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأنا أبو علي الحسين بن صفوان حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني أبو يعقوب التميمي يوسف بن يعقوب حدثنا ابن أخي عبد الله (2) بن وهب وابن أبي ناجية جميعا قالا حدثنا زياد بن يونس الحضرمي عن عبد الملك ابن قدامة (2) عن (3) عبد الله بن دينار عن أبي (4) أيوب اليماني عن رجل من قومه يقال له عبد الله أنه ونفر من قومه ركبوا البحر وأن البحر أظلم عليهم أياما ثم انجلت عنهم (5) تلك الظلمة وهم قرب قرية قال عبد الله فخرجت ألتمس الماء فإذا أبواب مغلقة تجأجأ فيها الريح فهتفت فيها فلم يجبني أحد فبينما أنا على ذلك إذ طلع علي فارسان تحت كل واحد منهما قطيفة بيضاء فسألاني عن أمري فأخبرتهما
(٤٩)