الحواريين فصنع لهم طعاما وقال احضروني الليلة فإن لي إليكم حاجة فلما اجتمعوا إليه من الليل عشاهم وقام يخدمهم فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم بيده ويوضئهم ويمسح أيديهم بثيابه فتعاظموا ذلك وتكارهوه فقال ألا من رد علي الليلة شيئا مما أصنع فليس مني ولا أنا منه فأقروه حتى إذا فرغ من ذلك قال أما ما صنعت بكم الليلة ما خدمتكم على الطعام وغسلت أيديكم بيدي فليكن لكم بي أسوة فإنكم ترون أني خيركم فلا يتعاظم بعضكم على بعض وليبذل بعضكم نفسه لبعض كما بذلت نفسي لكم وأما حاجتي التي استعنت بكم عليها فتدعون الله وتجتهدون في الدعاء أن يؤخر أجلي فلما نصبوا أيديهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا أخذهم النوم حتى لم يستطيعوا دعاء ثم يوقظهم ويقول سبحان الله أما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها قالوا والله ما ندري ما لنا لقد كنا نسمر فنكثر السمر وما نطيق الليلة سمرا ونريد دعاء إلا حيل بيننا وبينه فقال يذهب بالراعي ويتفرق الغنم وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعى به نفسه فقال الحق أقول لكم ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة وليأكلن ثمني فخرجوا فتفرقوا أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني الحسن بن محمد الخلال حدثنا أبو حصين ضياء بن محمد الكوفي بها حدثنا الحسين بن مرزوق حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن سعيد بن عثمان العكبري حدثنا إبراهيم بن عبد الله الطرسوسي حدثني بلال خادم أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما اجتمعت اليهود على أخي عيسى بن مريم ليقتلوه بزعمهم أوحى الله إلى
(٤٧١)