تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٧ - الصفحة ٤٦٦
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان حدثنا عامر بن عبد الله حدثنا مصعب الزبيري عن أبيه عن جده قال قال عيسى لرجل كن لربك كالحمام الألوف لأهله تذبح فراخه ولا يطير عنهم أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم وأبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان حدثنا عبد الله بن محمد بن عبيد حدثني محمد بن حاتم بن بزيع حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل حدثنا غوث بن جابر قال سمعت محمد بن داود عن أبيه عن وهب بن منبه قال قال الحواريون لعيسى من أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون قال عيسى الذين نظروا إلى باطن الدنيا حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى أجل الآخرة حين نظر الناس إلى ظاهرها والذين نظروا إلى أجل الآخرة حين نظر الناس إلى عاجلها فأماتوا منها ما خشوا أن يميتهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم فصار استكثارهم منها استقلالا وذكرهم إياها فواتا وفرحهم بما أصابوا منها حزنا فما عارضهم من نائلها رفضوه وما عارضهم من رفعتها لغير الحق وضعوه خلقت الدنيا عندهم فليسوا يجددونها وخربت بينم فليسوا يعمرونها وماتت في صدورهم فليسوا يحيونها يهدمونها فيبنون بها آخرتهم ويبيعونها فيشرون بها ما بقي لهم رفضوها فكانوا برفضها فرحين وباعوها فكانوا ببيعها رابحين ونظروا إلى أهلها صرعى قد خلت فيهم المثلات فأحبوا ذكر الموت وأماتوا ذكر الحياة يحبون الله ويحبون ذكره ويستضيئون بنوره لهم خبر عجيب وعندهم الخبر العجيب بهم قام الكتاب وبه يعني قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا وبهم علم الكتاب وبه علموا ليس يرون نائلا مع ما نالوا ولا أمانا دون ما يرجون ولا خوفا دون ما يجدون

١ - ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ١١٩.
٢ - ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / 440.
3 - بالأصل: آجل.
4 - في المختصر: أمر الحق.
(٤٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 ... » »»