تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٩٧
أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم أنا أبو الفضل الرازي أنا جعفر بن عبد الله نا محمد بن هارون نا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب نا عبد الرحمن بن زيد نا أبي عن جدي قال كنت عند عمر بن الخطاب إذ أتاه ابن فرقد فوجده يمسح رأس شاة قد قشم (1) ويبس (2) فهو يحمد ذلك الرأس وينهش (3) ويقول يا ابن فرقد كل (4) فيأكل ويتكاره عليه ثم تركه فقال عمر ألا تأكل يا ابن فرقد قال عهدي يا أمير المؤمنين بطعام هو ألين من هذا قال وما ذاك الطعام قال الحوارى حواري العراق قال عمر أو كل أهل العراق تأكل الحوارى قال لا قال فسكت عنه ثم إن ابن فرقد قال ألا آتيك بطعام هو ألين من هذا قال بلى فأرسل غلامه وأمر أن يأتيه بجونة من خبيص لم يفتحوها منذ خرجوا فجاء بها الغلام ففتحها فجعل يخرج من الخبيص ألوانا أصفر وأحمر وأخضر فوضعه عند عمر فطفق ينظر إليه ويقول بخ بخ ما أحسن هذا فقال (5) اردده في جونته التي أخرجته منها ثم ارجع من حيث جئت قال ابن فرقد ما يمنعك يا أمير المؤمنين أن تأكل فقال عمر إني آكل مما يأكل الناس وألبس مما يلبس الناس وأستبقي دنياي لآخرتي أخبرنا أبو السعود بن المجلي نا أبو الحسين بن المهتدي (6) أنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن محمد بن الفضل نا محمد بن القاسم ح (7) نا إسماعيل بن إسحاق القاضي نا معاذ بن أسد نا ابن المبارك نا جرير بن حازم عن الحسن قال قدم وفد أهل البصرة مع أبي موسى على عمر بن الخطاب قال بعضهم فكنا نحضر طعامه وله ثلاث خبز فربما وافقناها مأدومة بالسمن وأحيانا بالزيت وأحيانا باللبن وربما وافقنا القدائد اليابسة قد أغليت (8) وربما وافقنا اللحم الغريض الطري وهو أقله فقال لنا إني والله قد أرى تعذيركم وكراهيتكم لطعامي والله لو شئت لكنت أطيبه طعاما وأرقكم

(1) كذا بالأصل وم، وفي " ز ": " هشم ".
(2) القشم أن تنقي من الطعام رديثه وتأكل طيبه، وفي الصحاح: قشمت الطعام قشما إذا نفيت الردئ منه، (راجع تاج العروس بتحقيقنا: قشم).
(3) في " ز ": ونهش.
(4) زيادة عن م و " ز ".
(5) كتبت في " ز "، بين السطرين، فوق الكلام.
(6) أقحم بعدها في " ز ": أنا أبو الفضل بن المهتدى.
(7) " ح " ليست في م و " ز ".
(8) بالأصل و " ز " وم: " أعلنت "؟، والمثبت عن المطبوعة.
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»