تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٤٤ - الصفحة ٢٩٢
ألا حللتم عنها فأكلت من نبت الأرض فقلنا يا أمير المؤمنين إنا قدمنا بفتح عظيم فأحببنا أن نسرع إلى أمير المؤمنين وإلى المسلمين بالذي يسرهم فحانت منه التفاته فرأى عيبتي فقال لمن هذه العيبة قلت يا أمير المؤمنين قال فما هذا الثوب قلت ردائي قال بكم ابتعته فألغيت (1) ثلثي ثمنه فقال إن رداءك هذا لحسن لولا كثرة ثمنه ثم انصفق راجعا ونحن معه فلقيه رجل (2) فقال يا أمير المؤمنين انطلق معي فأعدني (3) على فلان فإنه قد ظلمني قال فرفع الدرة فخفق بها رأسه فقال تدعون أمير المؤمنين وهو معرض لكم حتى إذا شغل في أمر من أمور (4) المسلمين أتيتموه أعدني أعدني قال فانصرف الرجل وهو يتذمر قال علي الرجل فألقى إليه المخفقة (5) فقال امتثل فقال لا والله ولكن أدعها لله ولك قال ليس هكذا إما أن تدعها لله إرادة ما عنده أو تدعها لي فاعلم ذلك قال أدعها لله قال فانصرف ثم جاء يمشي حتى دخل منزله ونحن معه فافتتح الصلاة فصلى ركعتين وجلس فقال يا ابن المطاب كنت وضيعا فرفعك الله وكنت ضالا فهداك الله وكنت ذليلا فأعزك الله ثم حملك على رقاب المسلمين فجاءك رجل (6) يستعيذ بك (7) فضربته ما تقول لربك غدا إذا أتيته قال فجعل يعاتب نفسه في ذلك معاتبة ظننا أنه من خير أهل الأرض أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه نا نصر بن إبراهيم الزاهد أخبرني أبو القاسم هبة الله بن سليمان بن داود الجرزي بآمد قراءة عليه نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الأنصاري القاضي نا أبي نا أبو الأشعث أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث العجلي البصري نا يزيد بن زريع نا يونس بن عبيد عن الحسن يعني البصري قال أتيت مجلسا في مسجدنا يعني جامع البصرة فإذا أنا بنفر من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يتذاكرون زهد أبي بكر وعمر وما فتح الله عليهما من الإسلام وحسن

(١) رسمها بالأصل: فاليعيت؟، وفي م: " ماليقيت؟ " وفي " ز ": " ماليعيت؟ " والمثبت عن المختص.
(٢) من هنا وبنفس السند السابق رواه ابن الأثير عن في أسد الغابة ٣ / 653 - 654.
(3) أي انصرني عليه، أعداه عليه: نصره وأعانه.
(4) في " ز " وم: " من أمر " وكتبت في " ز ": تحت الكلام بين السطرين.
(5) المخفقه: الدرة.
(6) قوله: " المسلمين فجاءك رجل " مكانه بياض في " ز ".
(7) في أسد الغابة: " يستعديك " وفي م و " ز " كالأصل.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»