قال يا أمير المؤمنين هل لك في طعام يقال له الحوارى (1) قال ويلك ويسع ذلك المسلمين كلهم قال لا والله قال ويلك يا عتبة أفأردت أن آكل طيباتي في حياتي الدنيا وأستمتع بها (2) قال ونا داود بن عمرو نا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال قدم عتبة بن فرقد على عمر وبين يدي عمر طعام يأكل منه فقال له عمر كل من هذا فأكل أكل رجل لا يشتهيه (3) فأكل منه متكارها قال فقال له عمر دعه إن شئت قال هل لك يا أمير المؤمنين في شئ يعني طعاما يصنع له لا ينقص من خراج المسلمين شيئا قال ويحك آكل طيباتي في حياتي الدنيا وأستمتع بها قالها مرتين أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسين بن المظفر نا أبو بكر الباغندي نا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي نا عبيد الله بن عمرو عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد السلمي قال وفدت إلى عمر بن الخطاب من العراق فقلت يا أمير المؤمنين أهديت لك هدية أحب أن تقبلها فدعا بها فأتيته بها فأمرني ففتحت سلة من خبيص فأكل منه فأعجبه فقال عزمت عليك إلا رزقت الجند من هذا سلة سلة أو سلتين قال فقلت إن النفقة تكثر فيه فقال اقبض عني سلالك فلا حاجة لي فيما لا يسع العامة ثم أوتي (4) بقصعة من ثريد ولحم فأكل وأكلت ثم جعلت أهوي إلى القصعة أراها شحما فألوكها ساعة فأجدها عصبا وعمر والله يأكل أكلا شهيا ثم أوتي (5) بعس من نبيذ فشرب وسقاني ثم قال إنا ننحر كل يوم جزورا فيكون بطنها وأطايبها لمن غشينا من المسلمين وأهل الفاقة (6) ويكون العنق لأهل عمر ثم نشرب (7) عليه من هذا النبيذ فيقطعه في بطوننا
(٢٩٦)